ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يلقي البحث الضوء على محاولة البابوية التحالف مع المغول و التي كانت تهدف إلى تحقيق غايتين أساسيتين هما: تطويق العالم الإسلامي، و نشر المسيحية بين المغول كسباً لهم من جهة، و اتقاءً لشرهم من جهة أخرى. ففي الوقت الذي يهاجم به المغول بغداد يقوم الصليبيون بمهاجمة مصر، و في سبيل تحقيق ذلك، قامت البابوية بإرسال السفارات المتتالية، و التي بدأت بسفارة يوحنا الكاربيني، تلاها بعثة أندريه لونجو، ثم بعثة أنسليم أسيلين. كان مضمون الرسائل، التي حملتها هذه السفارات، يشير إلى الدعوة إلى اعتناق المسيحية، و إحلال السلام بين الأوروبيين و المغول. لكن رد المغول كان مخيباً للأمالهم؛ إذ طلبوا من البابا و ملوك أوروبا الحضور شخصياً، و تقديم فروض الطاعة و الولاء لهم. و على الرغم من ذلك، لم يقتصر أمر هذه السفارات على السلطة الدينية (البابوية)، بل انتقل إلى السلطة السياسية فقد أبدى الملك لويس التاسع رغبة كبيرة في التحالف مع المغول، و يرسل سفاراته لهذه الغاية، و التي لم تأت بشي جديد سوى أنها أكدت للبابوية و لويس أن فكرة التحالف مع المغول، في تلك المرحلة، شيء مستحيل في ظل السياسة التي اتبعها المغول مع جميع سكان العالم؛ إما الخضوع و إما الحرب.
شكلت الدولة الأيوبية التي امتدت من سنة 568- 661ه / 1173-1263م مرحلة مهمة من تاريخ الصمود الإسلامي في وجه الغزو الصليبي، و قد كان لعامل الصمود هذا الدور الأبرز لقيام الدولة الأيوبية و نشوئها فقد قامت هذه الدولة على فكرة مفادها رفع راية الجهاد لطرد الغ زاة، و التي استمرت طوال فترة حكم صلاح الدين. إلا أن الاستمرار في تبني هذه الفكرة ما لبث أن تلاشى بعد موت مؤسسها صلاح الدين ؛ إذ تناسى خلفاؤه فكرة الجهاد، و انشغلوا في صراعاتهم الداخلية و مطامعهم التوسعية، التي كانت السبب الرئيسي في سقوط هذه الدولة بالإضافة إلى أسباب لا تقل أهمية تمت مناقشتها في هذا البحث، و منها أوضاع العالم الإسلامي و خلافته، و الذي كان من المفترض أن يشكل عامل دعم للقوى الإسلامية الأخرى المدافعة عن هذا العالم الإسلامي و منها الدولة الأيوبية، إلا أنها على العكس من ذلك كانت هذه الخلافة تعاني من التفكك و الانحلال ما شكل عامل ضعف و ضغط على هذه القوى، بالإضافة إلى عوامل أخرى تم الحديث عنها و ساهمت إسهاماً كبيراً قي سقوط هذه الدولة، و منها العامل الاقتصادي و العامل الديني و العامل الوراثي. و تم التطرق أيضاً إلى علاقة الدولة الأيوبية مع القوى الإسلامية الأخرى و التي اتسمت بالعدائية لا السلمية مما جعلها تستنفد قواها و قوى هذه الدول الإسلامية.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا