ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تُعتبر فلسفة العلم عند "كارل بوبر" تصويراً صادقاً للتطورات المعرفية التي ساهمت بتطور الفلسفة في القرن العشرين و التي قربت ما بين العلوم الطبيعية و الاجتماعية ، و قد ساهم بوبر بشكل كبير في هذا التقارب ما بين هذه العلوم سواء كان في المنهج العلمي أو في نظرية المعرفة، فكارل بوبر هو أول من أجرى مماثلة و تقارب ما بين العلوم الطبيعية و العلوم الاجتماعية ، مؤكداً على أهمية العلوم الاجتماعية و خاصة في البلدان المتخلّفة التي تعج بالمشكلات الاجتماعية التي يجب حلها أو البحث عن حلول لها. لذلك أثارت فلسفة "بوبر" موجة عارمة من التأييد من جهة و موجة أخرى من المعارضة شأنها في ذلك شأن مختلف التيارات الفلسفية الكبرى ، و قد أثارت هذه التباينات في المواقف الفلسفية المؤيدة لفلسفة "بوبر" و المعارضة له مشكلات فلسفية و علمية جديدة أغنت فلسفة العلم في القرن العشرين.
يسلط هذا البحث الضوء على مشكلة لعلها الأهم بين مجموع المشكلات التي نجدها في تاريخ الفلسفة ألا و هي مشكلة العلاقة بين الحكمة و الشريعة، حيث يحاول البحث الكشف عن طبيعة العلاقة بينهما بهدف الكشف عن الصراعات الفكرية بين مختلف التيارات الفلسفية حول العلاق ة بين الحكمة و الشريعة، فقد شكّلت هذه المشكلة محور الاهتمام الأساسي في منظومتهم المعرفية و الثقافية و سنحاول من خلال هذا البحث مناقشة آراء بعض الفلاسفة في المجتمع العربي و الإسلامي أمثال الكندي و الفارابي و ابن رشد إذ تناول كل من هؤلاء الفلاسفة المشكلة في محاولة منه للتقريب ما بين الفلسفة و الدين و إيضاح النقاط المبهمة لدى عامة الناس حول هذه المسألة و ذلك في إطار المناخ الثقافي و الاجتماعي السائد في المجتمع العربي و الإسلامي في القرون الوسطى، إضافة لذلك سنحاول إيضاح الأسس النظرية و المنهجية المستخدمة لدراسة مشكلة التوفيق و إبراز الأهداف الأيديولوجية التي دفعت الفلاسفة للتوفيق بين الحكمة و الشريعة.
تكمن أهمية هذا البحث في كونه من الأبحاث النادرة التي تتطرق إلى فلسفة العلم عند الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار و الدور الذي لعبه هذا الفيلسوف في تطوير علم الابستمولوجيا من خلال المفاهيم الإبستمولوجية التي أدخلها إلى هذا العلم، كمفهوم العقبة الإبستمولو جية و مفهوم القطيعة الإبستمولوجية إضافة إلى مفهوم التراجع الزمني و علاقة هذه المفاهيم مع بعضها البعض و التي ساهمت في إغناء الابستمولوجيا و تطورها.
يعتبر مبدأ السببية من أهم المبادئ الفلسفية و العلمية التي لعبت دوراً أساسياً في تطور عملية البحث العلمي و المعرفي ، فمنذ بداية التفكير الفلسفي حاول الفلاسفة الأوائل البحث عن العلل الأولى للكون و عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الظواهر و الحوادث في ا لكون ، و بالتالي ساعد مبدأ السببية على تقديم رؤية عامة و شاملة عن الكون حيث أقر أن الطبيعة تخضع لقوانين ثابتة و أن الظواهر تنتظم وفق نظام معين و إن تتابع هذه الظواهر يرتبط بأنظمة ذات قوانين و ارتباطات سببية محددة . و مع تطور العلم و المعرفة في العصر الحديث أصبح واضحاً للعلماء و المفكرين أن العقل لا يصل إلى القوانين إلا من خلال مجموعة من المبادئ و منها مبدأ السببية ، فالتجربة العلمية تدل على أن الظواهر ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعلول ، و هذا ما يعبر عنه قانون العلية و على أساسه يتم الوصول إلى القوانين العامة التي تحكم العلاقات بين الظواهر المترابطة ، و في ظل النظرية السببية نشأت العديد من المفاهيم الفلسفية و العلمية ذات الارتباط الوثيق بمبدأ السببية كمفهوم الضرورة و الحتمية و اللاحتمية التي أدت إلى نشوء العديد من المذاهب الفلسفية و التيارات العلمية التي قدمت إسهامات علمية و معرفية متعددة من خلال النظريات و الإشكاليات التي بحثت فيها .
يُسلط هذا البحث الضوء على مسألة هامة و أساسية لدى أهم فلاسفة العلم في القرن العشرين "غاستون باشلار" ألا و هي مسألة دور المناهج العلمية في تطور المعرفة و بالتحديد المنهج التحليلي للمعرفة العلمية عند هذا الفيلسوف و الدور الذي لعبه غاستون باشلار من خلال هذا المنهج في صياغة مجموعة من المفاهيم العلمية التي أغنت الإبستمولوجيا كمفهوم العقبة الإبستمولوجية و مفهوم القطيعة و مفهوم التراجع الزمني – مع التركيز على أهمية العلاقة الجدلية بين هذه المفاهيم و دورها في تطور المعرفة العلمية.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا