هذا البحث مخصَّصٌ لجوانب من تأثّر شعر (المجنونَين) بالمرجعيّة الثقافيّة
الإسلاميّة، و قد لجأت إلى استقراء أشعار المجنونين و استنباط أثر هذه الثقافة و ربطها
بأصولها الإسلاميّة ما أمكنني ذلك، و لم أتعمّق في التّحليل و التّعليل و ما سواهما؛ لأن ذلك
ي
حتاج إلى فُسْحةٍ أوسعَ لا يحتملها هذا البحث، و أرجو أن يكون في ذلك إضاءةٌ لجانبٍ
من جوانب شعرهما المعنويّة.
تُعنى هذه الدّراسة بالكشف عن مواطن تمركز المتلقّي المثاليّ في النّقائض الأمويّة الشّهيرة بين
الفرزدق و جرير و الأخطل، و قد اقتصرت على الحديث عن المتلقّي المثاليّ تماشياً مع
حجم البحث المسموح به، لاسيّما أنّ الحديث عن أيِّ نمط من أنماط المتلقِّي يحت
اج
إلى عشرين صفحة بين التنظير و التطبيق على أقلّ تقدير، لكنني وضعت فقرة
بعنوان: (المصطلحات العلمية والتعريفات الإجرائية)، وضّحتُ فيها أنماط المتلقّي
عامّة، و بيّنتْ هذه الدراسة في نتائجها أن تراثنا الشعريّ القديم غنيٌّ، حيويّ، ثرٌّ،
و قابلٌ لتطبيق المناهج النقدية الحديثة عليه.