ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تعرّضت مدينة اللاذقية إلى الكثير من المؤثرات السلبية بسبب الأزمة التي تعيشها سوريا حالياً، و التي كان أهمها الاحتياطات الأمنية للكثير من منشآتها الحكومية، إضافةً إلى نزوح مئات الآلاف من المواطنين السوريين من مختلف المناطق المنكوبة. و قد انعكس هذا الو اقع الجديد على حركة المرور ضمن شوارع المدينة بشكلٍ عام، و على طرق و شوارع مركز المدينة بشكلٍ خاص، بالإضافة إلى أنّه سبّب الكثير من الازدحامات المرورية الخانقة، ممّا استدعى وضع دراسات تتعلق بالوضع الراهن و الحالي، تمهيداً لا يجاد حلول مرورية تعمل على التخفيف من هذه الاختناقات على شوارع هذه المدينة. في هذه الورقة تمّ استخدام مفهوم المراقب المتحرك " Moving observer " لقياس أزمنة الرحلة و السرعة الوسطية على الشوارع الرئيسية و الثانوية في مركز مدينة اللاذقية، حيث تمّ تزويد العربة بجهاز تحديد المواقع العالمي GPS كأداة لتجميع البيانات، كما تمّ تنفيذ عدة رحلات على هذه الطرق خلال فترة الذروة أولاً و فترة الجريان الحر ثانياً، تم العمل على معالجة البيانات و على رسم خرائط غرضية توضّح أزمنة الرحلة على الشوارع الرئيسية في مركز المدينة، كما تمّ حساب السرع الأعظمية و الدنيا و الوسطية على هذه الشوارع، وصولاً إلى تحديد مستوى الخدمة لها، و انطلاقاً من مفهوم السرعة الوسطية للعربة. أظهرت هذه الدراسة تدنّي مستوى الخدمة لعدد من الشوارع المجمّعة الرئيسية في المدينة، و أظهرت و بشكلٍ كبيرٍ حاجة المدينة إلى تنفيذ إجراءات عاجلة بهدف رفع مستويات الخدمة على طرقها، كما أظهرت فعالية المراقب المتحرك في تنفيذ الدراسات المرورية بدقةٍ كبيرة و بكفاءةٍ عالية، إضافةً إلى التوفير الكبير في الوقت و الكلفة.
تعتمد معظم الدراسات الهيدرولوجية في سوريا على الطرائق الكلاسيكية في تحديد الأحواض الساكبة التي تغذي العبارات الطرقية الملحقة بالطريق أو في تقدير شدة العاصفة المطرية التصميمية لهذه الأحواض، و هي في الغالب عمليات معقدة و تحتاج إلى وقت و جهد كبيرين لإنج ازها الأمر الذي يدعو إلى من وضع تصوّر واضح لواقع المسيلات المائية المتقاطعة مع الطريق و استنتاج حدود الأحواض الساكبة لها بهدف تقدير قيمة الغزارة الأعظمية المتوقع حدوثها نتيجة العواصف المطرية المسببة للفيضانات بما يوافق درجة الطريق و نوع المنشأة الطرقية، دون أن تؤدي هذه الفيضانات إلى غمر للطريق أو تخريب لمنشآته. تم استخدام تقنيات ال GIS لاستنتاج الأحواض الساكبة لجميع المخارج المائية المتقاطعة مع الطريق و تقدير خواصها المورفولوجية، كما تم بناء نموذج هيدرولوجي لمنطقة الدراسة بالاستعانة بالنموذج الارتفاعي العددي للمنطقة، و استنتاج المجاري المائية الرئيسية فيها اعتماداً على رسم المسيلات المائية و باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية GIS، و من ثم تحديد جميع الأحواض المغذية للمخارج المائية المتقاطعة مع هذا الطريق مع تحديد الصفات المورفولوجية لها. إن النموذج الهيدرولوجي المطوّر و الخاص بالمسيلات على الطريق المعتمد في الدراسة يسمح للمصممين بوضع حلول مختلفة و أكثر دقة من أجل اختيار الموقع الأمثل لهذه المنشآت و تقدير الشدة التصميمية للعاصفة المطرية و حساب الغزارات التصميمية لكل هذه المخارج، بالإضافة إلى حساب جميع المواصفات الهندسية و البارامترات التصميمية مثل: الميول الطولية المناسبة للعبارات و الموافقة لميول المسيلات، مساحة كل حوض، المجاز المناسب لكل عبارة، عدد فتحات العبارة و زاوية تقاطع المسيل مع مسار الطريق....الخ، بالشكل الذي يسمح أيضاً بوضع حلول اقتصادية مختلفة بهدف اختيار الحل الأمثل من الناحيتين الهندسية و الاقتصادية، و بما يوافق درجة الطريق و احتمالية التكرار المناسبة للغزارات الفيضانية.
تسبّب كثافة المرور المرتفعة ازدحاماً مرورياً على الطريق، ممّا يسبّب أزمنة تأخير قبل وصولها إلى وجهتها، بالإضافة إلى التعب المتعلق بالتركيز والأثر النفسي الكبير على السائق، والذي ينتج عنه أيضاً تأخّر الموظفين والعاملين عن أعمالهم وتأخّر الطلاب عن مدار سهم، مع تكرار الحوادث على هذه الطرق المزدحمة. للازدحام أسباب كثيرة، منها سوء وضع البنية التحتية الذي يؤدي لحالة من الاحتقان، زيادة كبيرة في عدد العربات، عدم وجود إعلام مسبق لمستخدمي الطريق بحالة حركة المرور، تقسيم إدارة حركة المرور إلى عدة إدارات (الأشغال العمومية، البلدية، الأمن، النقل، ...)، حيث تصبح غير فعالة في بعض المناطق، أسلوب القيادة العدوانية، الذي قد يكون من العوامل الفعّالة في خلق الازدحام، بالإضافة إلى استخدام النقل الفردي بدلاً من النقل الجماعي. تعاني مدينة اللاذقية من سوء نظام النقل فيها بشكل كبير، ومن الحركة العشوائية للعربات على شوارعها، وقد ترافق ذلك مع زيادة الحجوم المرورية، التي أدت إلى مشاكل كثيرة، أهمّها مشكلة الازدحام، من حيث زيادة قيم أزمنة التأخير على القطاعات الطرقية المختلفة، الأمر الذي ساهم في خلق أزمات مرورية كبيرة واختناقات، أثّرت على مستويات الخدمة على الشوارع الحيوية والشريانية في مركز المدينة التجاري، في ظلّ غياب دراسات تتعلّق بساعات الذروة عليها. تمّ اختيار شارعين رئيسييّن في المركز التجاري والحيوي لمدينة اللاذقية، يشكّلان محوراً هاماً لتوزيع الحركة، يربط هذا المحور مركز المدينة التجاري والإداري مع الأطراف الأخرى من المدينة، حيث يقوم المراقب المتحرك بتحليل عدد كبير من السرعات الفعلية للعربة، التي تمّ قياسها على كل قطاع بهدف تقدير الازدحام وحساب مؤشراته وتحديد ساعات الذروة، وتمّ استنتاج مستويات الازدحام اعتماداً على قيم مؤشر أداء السرعة، ووضع خريطة للسرعات الوسطية في ساعات الذروة النهارية والمسائية لقطاعات الشوارع المدروسة.
تشكّل هذه الدراسة خطوة تمهيدية لوضع موديل رياضي للتنبؤ بالحوادث المرورية في مدينة اللاذقية، يعتمد على عدد من العوامل الخارجية، والتي تشمل كلّاً من الخصائص الهندسية، والغزارات المرورية، وبيانات الحوادث المرورية. وأما هدفها الرئيسي فهو تخفيض عدد الحواد ث المرورية المتوقعة مستقبلاً على الشوارع الرئيسية في المدينة، حيث تمت الدراسة على شوارع شريانية مختلفة فيها من حيث أهميتها ومن حيث عدد الحوادث المرورية المسجلة عليها، ومن حيث تنوع خصائصها هندسياً، وذلك من أجل الإلمام الكافي بظروف الحركة المرورية في المدينة اعتماداً على أسباب مختلفة، لا تعتمد على السلوك الإنساني للسائقين أو على خصائص العربة. تم إجراء تحليل إحصائي لبيانات الحوادث المرورية للأعوام 2014 و 2015 و 2016 و 2017 على الشوارع المدينية في مدينة اللاذقية، حيث تم تصنيف الحوادث حسب خطورتها وزمن حدوثها ومكان وقوعها، وتمّ جمع البيانات اللازمة ورقمنتها ضمن بيئة برمجية في برنامج Excel Microsoft، ومن ثم بناء نموذج التنبؤ باستخدام أداة الشبكات العصبونية الصنعية في برنامج الماتلاب MATLAB، حيث تمّ إدخال بيانات 319 حادثاً مرورياً كانت قد سُجلت في الأعوام 2015 و 2016 و 2017، والتي تمّ تقسيمها في ثلاث مجموعات( التدريب والتحقق والاختبار). أعطت الشبكة العصبونية ذات الهيكلية(10-10-1) قيماً عالية لمعامل الارتباط، حيث بلغت قيمة R الكلية خلال المراحل الثلاث 0.931236 ، وهي قيمة قريبة جداً من الواحد، وبالتالي الشبكة المصممة مثالية وتحقق الاستجابة للتنبؤ بالحوادث المرورية شهرياً وبدقة عالية جداً.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا