ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يُعنى هذا البحث بالوقوف على أهم الأفكار السياسية التي تناولها ابن رشد من خلال تلخيصه لكتاب الخطابة الأرسطي، و ذلك خلافا لابن سينا و الفارابي اللذين نظرا إلى الكتاب من وجهة نظر منطقية. بيد أننا لن ننشغل بالأفكار المنطقية الواردة في كتاب الخطابة بقدر ما سنحاول التركيز على مسائل الفلسفة السياسية الأرسطية التي اعتمدها ابن رشد في تلخيصه لكتاب الخطابة؛ أي محاولة التركيز على الأفكار السياسية الرشدية التي سبقت تلخيصه لجمهورية أفلاطون بدعوى عدم حصوله على ترجمة عربية لكتاب " السياسة " الأرسطي. نحاول في هذا البحث الوقوف على الأسلوب الذي اتبعه ابن رشد في التلخيص، لجهة التقيد بالنص الأرسطي و دلالته الحرفية في بعض الأحيان، أو القراءة التأويلية في أحيان أُخرَ، و لجهة إضافة بعض التعليقات و الاستطرادات على العبارة الأرسطية في ناحية ثانية. و اعتماده أيضا على شروح سابقيه للكتاب نفسه في توضيح بعض العبارات، و من ثم محاولة تطبيق الأفكار السياسية الأرسطية على الواقع السياسي العربي الإسلامي في العصر الوسيط.
يهدف هذا البحث إلى دراسة المسألة الأخلاقية بين الموقف الأرسطي و الرشدي. و يتناول بالدراسة و التحليل رأي كل منهما في ثلاث مسائل أساسية و هي: - أصل الأخلاق و مجالها. - نظرية الفضيلة. - أصناف الفضائل و ترتيبها. و انطلاقاً من معالجتنا لهذه القضايا سن عمل على تحديد مدى التقارب و الاختلاف بين الفيلسوفين بهذا الشأن. و عليه سنحاول تبيان الأثر الأرسطي الأخلاقي في الفضاء الفكري العربي الإسلامي ممثلاً بابن رشد، الذي وظّف فهمه للأخلاق الأرسطية في عملية قراءة و تحليل جمهورية أفلاطون. و في ضوء ما تقدّم نطرح تساؤلاً مشروعاً: هل كان لابن رشد نظرية مستقلّة في الأخلاق، أم أنّه سار على نهج من سبقوه و بالأخص أرسطو في مقاربته للمسألة الأخلاقية؟
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا