ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

الوصف من أهّم مقوّمات الشّعر و ركائزه لحضوره في الأغراض الشعريّة كافّة، و هو يصوّر واقع الشعر العربي، و لا يقف عند رسم الأشكال، بل يعلّل وجودها، و يقاس بمعايير الجمال و الدقّة، و القدرة على الإيحاء و التّصوير و البحث أمام الخيال، و قد أكثر الشّعراء ا لملوك و القادة من رسم الصور المتلاحقة لموصوفاتهم التّي استمدّوها من البيئة، فوصفوا ما حولهم من مظاهر الطبيعة و الكون، فكان الوصف مظهراً من مظاهر التعلّق بالوطن و الاعتزاز بطبيعته الغنّاء، و إقباله على مباهج الحياة، و تصويراً لمشاعرهم و تجربتهم القاسية التي عاينوها داخل السّجن، بما فيها من ملامح و خلجات و مواقف جديرة بالاهتمام و التّتبّع. و تتقصّى هذه الدراسة أشعار الملوك و القادة التي أُنشدت في الوصف، فمنها موصوفات أطالوا الوقوف عندها، و نالت من اهتمامهم الحظ الوافر، و نظموا فيها القصائد الطوال، كمظاهر الطبيعة الصامتة التي شكّلت موضوعاً من المواضيع المحبّبة إلى نفوسهم، تحفّزهم على النّظم فيه بطلاقة و تلقائيّة، طبيعة الأندلس الغنّاء، و نفسيّة الأندلسيّ الرقيقة التوّاقة إلى تجليّات الجمال، و صنف آخر من الموصوفات اكتفوا فيه بالوقفة العابرة و اللمحة الخاطفة. و في الجانب الآخر سنقف على تصوير تجربتهم في ظلام السجن بما فيها من مظاهر قهر و عذاب، و مشاهد فراق و حرمان، و نتتبع ملامح الصورة العامة للسجن من خلال معالجتنا للصور الجزئيّة التي رسمها كل شاعر في مواقف مختلفة.
تتعددُ المنابعُ التي نزعَتْ بابن خفاجة إلى التعلقِ بالمرأةِ, و التي تركَتْ آثارَها البارزةَ في نفسه, مما دفعهُ إلى خوضِ غمارِ تجربةِ الحبِّ بطريقةٍ خاصةٍ, و قد تعالقَتْ تلك المنابع مع بعضها لتكوّن نسيجاً متكاملاً طغَتْ فيه ذاتُ الشاعرِ المفعمةِ بالعا طفة على إرهاصاتِ الواقعِ الخارجيِّ, و هو لمْ يتركْ محيطَه هرباً من الأوضاعِ الاجتماعيةِ و السياسيةِ المتردّيةِ, بل اتّجهَ نحوَ أعماقِ ذاتِهِ ثائراً على تلك الأوضاعِ رافضاً لها, فصوّرفي أثناء رسم لوحاتِهِ الفنيةِ علاقته مع المرأةِ مستوحياً من الطبيعةِ ملامحَ رؤيته النفسيةِ الخاصّةِ لتغدوَ المرأةُ مفهوماً حسياً و مجرّداً في الوقتِ ذاتِهِ راحَ يبثّه أصدقَ العواطفِ و أحرّها. لذلك كان لزوماً أن نتعرفَ على العواملِ التي شكلت بواعثَ تجربته مع المرأةِ و إشكاليةِ وجودها في شعرِهِ, و فيحياته . و تجربةُ ابن خفاجةَ الغزليةِ و علاقتهِ بالمرأةِ تعودُ إلى عواملَ متصلة بالظروفِ السياسيةِ و الاجتماعيةِ التي ميزتْ عصرَه, و أخرى ذاتيةٍ متعلقةٍ بشخصيته المتميزةِ, وقد ساعدتْ هذه العواملُ على تشكيلِ هذه التجربةِ لدى الشاعرِ و تطورِها و نضجِها.
يدرس هذا البحث عناصر السرد الحكائي في الشعر الأندلسي في عصر الطوائف، فقد عمد بعض شعراء هذا العصر إلى الارتكاز في قصائدهم على بعض العناصر القصصية، فقاموا برواية مغامراتهم و الأحداث التي كانت تصادفهم فيها بالاعتماد على تلك العناصر القصصية، و ان لم ت رد كاملة في كثير من المواضع، فلجأ بعضهم إلى التركيز على عناصر قصصية دون غيرها، و هذا ما سيوضحه البحث. و سيتناول البحث أيضاً علاقة العناصر القصصية بعضها ببعض و ارتكاز بعضها على بعض في القصائد، و كل ذلك من خلال دراسة نماذج شعرية وافية دراسة تحليلية تقوم على توضيح بناء القصص الشعرية و بناء عناصرها الداخلية.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا