قادت الدراسة التي أُجريت على توضعات النيوجين القارية في كل من منطقتي دمشق و القلمون إلى تمييز تشكيلتين ليتولوجيتين: تشكيلة سفلى مؤلفة من رسوبات حطامية ذات عناصر ناعمة بصورة عامة، يغلب فيها الرمل و الغضار، تنتشر في قاعدتها محلياً بقايا صبة بركانية باز
لتية؛ و تشكيلة عليا مؤلفة من رسوبات كونغلوميراتية ذات عناصر خشنة متباينة الحجوم و المصادر.
بينت الدراسة أن الصبات البركانية التي اندفعت من الجنوب، كصبة جبل المانع البازلتي في جنوب دمشق، بلغت الأطراف الجنوبية لحوض الديماس و لم تتعداها بعيداً نحو الشمال.
كما بينت الدراسة أن عمر التوضعات القارية المستقرة فوق الصبات البركانية تعود في قواعدها السفلى إلى عمر الميوسين، و ذلك مقارنة بمعطيات التحاليل النظائرية للصخور البركانية المسجلة سابقاً في المنطقة.
قدمت الدراسة الليتولوجية و الباليونتولوجية لتوضعات النيوجين البحري في منطقة سـلقين (شـمال
غرب سورية) معطيات جديدة سمحت بتمييز عدد من الوحدات الليتوستراتغرافية و تحديد عمر كل منهـا،
الأمر الذي أتاح إجراء ترابطات ليتوستراتغرافية دقيقة في منطقـة الدرا
سـة و بينهـا و بـين المنـاطق
المجاورة، وصولاً إلى معرفة التطور الجيولوجي لهذه المنطقة خلال دور النيوجين. و قد أظهـر التـوزع
الستراتغرافي للمنخربات العوالق (البلانكتونية) في المنطقة توافقاً تاماً مع ما هو معروف خلال النيوجين
في مناطق أقيانوس التيتس. و قد سمحت المقارنة مع هذه المناطق بتأكيد وجود ثغرة سترتغرافية مهمـة في منطقة سلقين شملت أزمة الملوحة التي سادت مناطق البحر الأبيض المتوسط خلال الميوسين الأعلى (غياب طابق المسينيان).