ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

بدأت المدن في البلدان النامية – وبحلول أوائل الستينات من القرن العشرين- بالنمو وفق الشكل العالمي بعيداً عن الانتماء المكاني المحلي ،وانتشرت التصاميم المعمارية الدولية الحديثة بأشكالها وتصاميمها المكررة ، الأمر الذي أدى إلى إشكاليات هامة أثرت في الأما كن التي وجدت فيها وقدمت إشكالات مضافة كإشكالية الانفصال بين النماذج الغربية المقتبسة والقيم القومية ، وإشكالية تنامي ظاهرة عمارة العولمة التي تهتم فقط بإعلاء النواحي الشكلية. شكلت الإقليمية الحديثة في السنوات القليلة الماضية حلاً للنقاش المتزايد في الدول النامية حول حالة العمارة والعمران ، في محاولة من المعماريين والمخططين لتأمين الانتماء والمواءمة مع المكان وسعياً لمواجهة مفهوم اللامكان في العمارة الحديثة ، باستخدام المعطيات السياقية لإعطاء معنى وروح للمكان، وفق إعادة النظر في إمكانية الاستفادة من معطيات الموقع من مواد بناء وتقنيات ومناخ وطبيعة ، إضافة إلى الموروث الثقافي .
تعرضت العمارة العربية المعاصرة إلى تحديات هامة, فرضتها طبيعة التغيرات العالمية الغربية في كافة المجالات و خاصة المعماري منها, فظهر تأثيرها بشكل واضح في تغيير الصورة البصرية للمدينة, بما تحتويه من تكوينات و نماذج معمارية , و ذلك بفعل مجموعة من المؤثرا ت الخارجية و الداخلية التي ساهمت في تسريع دخول اتجاهات نظرية فكرية و فلسفات معمارية جديدة, اختلفت في استجابتها للمعطيات المحلية. ظهرت الإشكالية الحقيقية للعمارة العربية المعاصرة و تجلت في تحقيق التوازن و التكامل بين الأصالة و التقليدية من جهة, و الحداثة و المعاصرة من جهة أخرى, فتعددت الأطر الفكرية للمعمار العربي بين رفض و تأييد و إصلاح, و انعكس ذلك على التكوينات المعمارية, فاتسمت أيضاً بالتعددية مما أدى إلى ضياع هويتها المحلية و تناقض صيغها التكوينية و البصرية . بدأ الوعي لهذه الإشكالية بين بعض المعماريين العرب في نهاية القرن العشرين , فعمدوا إلى تحليل مسبباتها و آلية تحولها, و بدأت المحاولات لإيجاد حلول منطقية و عقلانية تؤمن التوافق بين التقنية و التطور العلمي من جهة, و الانتماء للمكان من جهة أخرى.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا