ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يهدف هذا البحث إلى دراسة أثر أبعاد إدارة مخاطر المشروعات في شركات المقاولات العاملة في الساحل السوري على جودة اتخاذ القرارات و تحديد البعد الأكثر تأثيراً و أهمية في تفسير هذه الجودة. قام الباحث بإتباع المنهج المسحي في دراسته، و قد شمل مجتمع الدراسة كافة شركات المقاولات العاملة في الساحل السوري، و بلغ حجم عينة الدراسة 75 وحدة معاينة. استخدم الباحث مقياساً لمستوى نضج إدارة مخاطر المشروعات مصمماً من قبل (Ciorciari & Blattner, 2007)، و مقياساً آخر لجودة اتخاذ القرارات مصمماً من قبل (Donelan, 2013). تبين من خلال الدراسة أن هناك علاقة إيجابية و هامة بين تحديد الأحداث و المخاطر المستقبلية و جودة اتخاذ القرارات، و يحتل هذا المؤشر المرتبة الأولى بين أبعاد إدارة مخاطر المشروعات من حيث التأثير على جودة اتخاذ القرارات حيث يفسر ما نسبته (9.61%) من هذه الجودة، كما أن العلاقة بين المتغير التابع (جودة اتخاذ القرارات) و أبعاد إدارة مخاطر المشروعات السبعة الباقية و المتمثلة ب (الرقابة على إدارة المخاطر - الرد على المخاطر - تحديد الأهداف - تقييم المخاطر - التحكم بالنشاطات - ثقافة إدارة المخاطر - المعلومات و التواصل) هي علاقة إيجابية و هامة، و إدارة المخاطر ككل تفسر ما نسبته (22.6%) من جودة اتخاذ القرارات. استناداً إلى نتائج البحث نوصي بضرورة أن تقوم شركات المقاولات العاملة في الساحل السوري بنشر ثقافة إدارة المخاطر في كافة المستويات الإدارية لديها بالشكل الذي يعزز من تطبيق عمليات إدارة مخاطر المشروعات بشكل صحيح، لأن ذلك سينعكس على اتخاذ قرارات أكثر جودة فكلما كان هناك إدارة مخاطر فعالة قلت حالات عدم التأكد و المخاطرة بشأن المستقبل و ارتفعت جودة اتخاذ القرارات.
تعد خطوة تحديد المخاطر الخطوة الأولى من خطوات عملية إدارة المخاطر و تبنى على أساسها كافة المراحل اللاحقة كتحليل المخاطر و تقييمها و وضع سياسات الرد المناسبة و الرقابة عليها، و كلما كان تحديد المخاطر صحيحاً و دقيقاً ستزداد دقة و صحة العمليات اللاحقة ل ها. جاء هذا البحث انطلاقاً من أهمية هذه الخطوة بهدف استكشاف و تحديد المخاطر الرئيسة التي تواجه شركات المقاولات العاملة في سورية. تمَّ إتباع المنهج الوصفي في الدراسة استناداً إلى المشكلة و الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، و شمل مجتمع الدراسة كافة شركات المقاولات العاملة في سورية، و استخدم الباحث استبانة مصممة خصيصاً لتحديد المخاطر في شركات المقاولات من قبل (Zou, et.al, 2006) و تمَّ تكييف أسئلتها مع البيئة السورية. تَبَيَّنَ مِنْ خلال الدراسة أنَّ المخاطر التضخمية (كلفة المواد- أجور اليد العاملة – تكاليف النقل) تُعَدُّ من المخاطر الأساسية التي تواجه شركات المقاولات العاملة في سورية، بالإضافة إلى غياب ثقافة إدارة المخاطر تعد تهديداً كبيراً لأنها تُبقي القسم الأكبر من المخاطر مجهولاً و بالتالي آثارها و نتائجها مجهولة، و لوحظ غياب ثقافة التأمين على مختلف مراحل العمل، مما يجعل الأمور حرجة للغاية عند حدوث المخاطر و حوادث العمل. أهم التوصيات التي تمَّ التوصل إليها هي: 1- تُوصى شركات المقاولات العاملة في سورية بضرورة تنظيم عقود التشييد بحيث تتضمن في بنودها احتمالات ارتفاع الأسعار و إمكانية تعديل قيمة العقد إذا اقتضت الضرورة. 2- ضرورة نشر ثقافة إدارة المخاطر في كافة المستويات الإدارية في شركات المقاولات العاملة في سورية بالشكل الذي يمكنها من تحديد المخاطر المحتملة التي يمكن أن تواجهها بشكل دقيق و بالتالي الاستعداد لمعالجتها. 3- توُصى شركات المقاولات بضرورة نشر ثقافة التأمين على المخاطر، الأمر الذي يمكن من مواجهة حالات كثيرة من الحوادث غير المتوقعة و يقلل من آثارها السلبية على الأهداف و الشركة ككل.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا