ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يحاول هذا البحث إيضاح ماهية عدم توزّع كفاءة المترجم بشكلٍ متجانسٍ بين أفراد المجتمع المثقّفين لغوياً. من الجليّ أنّ مهارات التخاطب عبر الثّقافات و التي يمتلكها المترجم ليست على الغالب مولودةً أو أنّها مجرّد خصائص لمقدرته الطبيعية. فالتّرجمة الحِرفية ترجمةٌ طبيعية متطوّرة. إنّه التّدريب، دون شكّ، و الخبرة المعمَّقة، و الإلمام المباشر المحدَّث و المطَوّر لتقنيات و استراتيجيات الترجمة و التي تخوّل المترجم التّغلّب على مشاكل التّرجمة المستدامة الظهور. و النّشاط المكتسب لكفاءة المترجم التّخاطبية يشكّل الأساس لحِرَفيته فيما يخصّ مسائل البطون، و التّدخّل و عمليات إعادة البناء الخلاّقة المتمثّلة في حلّ المشاكل و صناعة القّرار. و بشكلّ مغاير للمترجم النّاقل، فإنّ كفاءة المترجم التّخاطبية المرِنة و التّراكمية تخلق المترجم الذي يُعدُّ وسيطاً ثقافياً حقيقياً.
يحاول هذا البحث أن يسلّط الضّوء على حتمية التّحوّلات النّصية الدّقيقة خلال عملية الترجمة. فالإدّعاء القائل إنّ التّرجمة تستلزم التّحولات قد تمّ التّثبّت منه من خلال ترجمة بعض نماذج نظم الكلام النّصية الدّقيقة التقليدية و غير التّقليدية في اللغة الإن كليزية إلى اللغة العربية. و رغم أنّ بعض أصحاب النّظريات في التّرجمة فهم التّحوّلات على أنّها مؤشّر ضعفٍ لا مفرَّ منه، فإنّ البعض الآخر يتحقّق من أهمّيتها في مخاطبة المتلقِّين في النّص الهدف بصورةٍ ناجعةٍ لدرجة القول إن لا ترجمة َهناك دون تحوّل. و لسوف تساهم مهارة المترجم و خبرته في الإشراف و التّدبير المُلازِمَين للتّحوّلات النّصيّة الدّقيقة لهذه النّماذج، كون المترجم هو محلِّل رموز شيفرة النّص الأصلي و مركِّب رموز شيفرة النّص الهدف. لقد عُرِّفت الأمانة في التّرجمة ليس من خلال علاقتها بالحرفية المنشودة كثيراً و الالتصاق التّام بالنّص الأصليّ بقدر ما هي مؤشرٌ لمدى إسهام التّحوّلات النّصية الدّقيقة في مساعدة المترجمين على محاكاة المبتغى البلاغي للنّصّ الأصليّ, و ضمان قبول المتلقِّين له و إقبالهم على قراءته في لغة النّصّ الهدف و ثقافته.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا