ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

ينبني هذا البحث على المقارنات اللّغويّة بين العربيّة والأوغاريتيّة ، والجانب الدّرسيّ فيه تستدعيه ضرورتان نظرية وتطبيقيّة ، أمّا النّظريّة فهي في الإعداد لمعجم عربيّ يرصد التّغيّرات اللّغويّة ، وفي وصف اللّغة الأوغاريتيّة وصفاً دلاليّاً، والضّرورة ال تّطبيقيّة هي التّأصيل ؛ أي دراسة أصول المفردات العربيّة في دلالاتها القدمى ، وهي أيضاً في الإعداد للمعجم الأوغاريتي . فاللّغة الأوغاريتيّة تُعدُّ مثالاً تطبيقيّاً عن اللّغات السّاميّة في التّحليل المقارن للظّواهر المعجميّة والدّلاليّة فيها ، واللّغة العربيّة تُعدّ من أقرب هذه اللّغات إليها ، وكلتاهما تحتفظان بالبنية اللّغويّة السّاميّة القدمى .
ينعقد هذا البحث للوقوف على أبنية الفعل في اللغة الأوغاريتية في صورة دراسة مقارنة باللغة العربية. بينت هذه الدراسة أن الفعل فيها يُدْرَس من حيث اشتقاقه (جذره)، و أحرفه الأصلية (تجرده) و أحرفه المزيدة (السوابق و اللواحق و الحشو)، و من حيث صيغ أوزانه ( تصريفه ) و حالات إعرابه و بنائه ، و الأزمنة التي يدل عليها ، كما يُدْرَسُ بالنظر إلى معناه من حيث اللزوم و التعدي، إضافة إلى دراسة العلاقات ( الوظائف النحوية ) في الجملة الأوغاريتية .
ينعقد هذا البحث للوقوف على علامات الإعراب في اللّغة الأوغاريتية، باستقراء النصوص الأوغاريتية لرصدِ المواقع الإعرابية للألفاظ في الجملتين الاسمية و الفعلية، و بتطبيق مبادئ المنهج المقارن و أصوله. فبيّنت هذه الدّراسة النّحويّة المقارنة أنّ الاسم المتم كّن هو من الألفاظ المعربة؛ أي تتغيّر حركة آخره تبعاً لمواقعه في الجملة، و بتغيّر العوامل التي تسبقه؛ فهو إمّا مرفوع أو منصوب أو مجرور. كما بيّنت أنَّ الفعل المضارع معرب، فهو إمّا مرفوع أو منصوب أو مجزوم، و أن علامات الإعراب في الأوغاريتيّة هي حركات و حروف، و حذفٌ لحرف العلّة، و حذفٌ للنون. و لأنَّ الأبجديّة الأوغاريتيّة تضمّ ثلاثة رموزٍ للهمزة مع أصواتٍ قصيرةٍ ثلاثة، فإنّها تقابل في العربيّة الحركات الإعرابية الثلاث، فتظهر الفتحة في (أَ)، و الضمة في (أُ)، و الكسرة في (إِ)، لتبدو ظاهرة واضحة أواخر الألفاظ المنتهية بها، و من المقارنةِ بين الكلمات الأوغاريتية و مقابلاتها في العربية عرفنا أنَّ حروف الإعراب ثلاثة هي الألف و الواو و الياء. و تخلص هذه الدراسة المقارنة أيضاً إلى نتائج في علامات الإعراب المشتركة و غير المشتركة في اللغتين العربية و الأوغاريتية.
اللغتان العربية و الأوغاريتية تنتميان إلى أصل لغوي واحد، و ترتبطان بعلاقات متشابهة أتت إلى كلتيهما من اللغة السامية الأم. فالمواد اللغوية نستقريها استقراء دقيقاً من النصوص الأوغاريتية لاستخلاص جميع الظواهر المشتركة و غير المشتركة، ثم نقارنها بمقاب لاتها في اللغة العربية في ضوء اللغات السامية الأخرى كالأكادية، و الكنعانية – الفينيقية، و السريانية، و العبرية. و إن "الميم" صوت لغوي يؤدي في غير العربية من هذه اللغات ما يؤديه "النون" في العربية في أبواب نحوية كالمثنى، و الجمع، و في التبدلات الصوتية في أبنية الأفعال و الأسماء و الأدوات و الضمائر؛ لذلك فهذه الدراسة المقارنة بين اللغتين هي مقارنات صوتية، و صرفية، و معجمية دلالية، تم فيها تتبع للأصول القدمى للبنى الصوتية للألفاظ في اللغة العربية، و رصد "للتغيرات الدلالية" و تبيين "القوانين الصوتية" التي تضبط المواد اللغوية التي تعرضت لها هذه المقارنات اللغوية.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا