ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يهدف هذا البحث إلى تطوير المادة التعليمية في الجامعات السورية، من خلال مناقشة مفردات مقرر الثقافة القومية، الذي يدرّس حاليّاً لطلاب السنة الأولى في كلياّت الجامعات الحكومية و معاهدها، و ذلك من خلال معرفة مقدار ارتباط هذا المقرر بالوضع الاجتماعي و الس ياسي و محاولة تبيان النتائج المرجوة من تدريسه، أضف إلى ذلك محاولة البحث في العقبات التي يصطدم بها تدريس مفردات المقرر من خلال قبول الطلاب له و استيعابهم لمادته، و محاولة الوصول إلى الأهداف التي يسعى إليها، و التي يمكن أن تتحقق لا على أساس دراسة مفردات مقرر الثقافة القومية كأمر واقع و اعتباره مقرراً ثانوياً هامشياً مقحماً في العملية التعليمية الهدف منه هو الدعاية السياسية، و إنما الهدف الذي يسعى إليه هو إعداد جيل ذي شخصية متكاملة، و متوازنة يسْتَوعِب معطيات العلم و التطور الحضاري، واعٍ، متفاعلٍ مع بيئته الاجتماعية، و الأهم من هذا و ذاك أن يكون مقتنعاً بالقومية العربية مؤمناً بأهداف أمّته العربية واعياً لأبعاد الصراع القومي المصيري ضد أعداء الأمة في داخل القطر و خارجه، مرجحاً الولاء للوطن في مواجهة الولاءات الأخرى المتعددة، التي منها الإقليمية، و الطائفية و العشائرية و الاثنية مدركاً للمؤامرة التي تستهدف القطر العربي السوري سياسياً و اجتماعياً و اقتصادياً متصدياً للإرهاب الذي يضرب بالمنطقة العربية.
يسلّط البحث الضوء على مشكلة ثقافية عدّها الباحثون المعاصرون إحدى أهم المشكلات التي ساهمت في تفكك البنيان الثقافي و المعرفي لمجتمعنا العربي في الوقت الذي كان الجهد منصباً حول تجديد الهوية الثقافية لهذا المجتمع من خلال العلاقة التي تربط التراث الثقافي القديم لمجتمعنا مع تراثنا الثقافي المعاصر. حاول البحث رصد أهمية التراث الثقافي العربي بالنسبة للمفكرين العرب ، الذين رفعوا لواء النهضة العربية الإسلامية ؛ موضحين مواقفهم المتباينةمن التراث إذ ظهر هذا التباين بين تيارٍ سلفي دعا بقوة إلى التمسك بالتراث و الاستفادة منه، و بين تيار معاصر دعا إلى التوجه نحو الفكر الأوروبي الحديث, و بين تيار ثالث دعا للأخذ بالجوانب الثقافية و المعرفية الصحيحة من التيارين السلفي و المعاصر، مع الإشارة إلى أهم العوامل التي ساهمت في فشل المشروع الثقافي النهضوي العربي.
يتناول هذا البحث بنية السلطة و مفهومها في فلسفة الفارابي السياسية، و ذلك من خلال تحليل أطروحته الأساسية المتمثلة بالمدينة الفاضلة، و تحليل علاقة الحاكم بالرعية، و تبيان العلاقات السياسية التي تحكم هذه المدينة، من تقسيم طبقي و بنية أيديولوجية وصولاً إ لى علاقة النبوة بالفلسفة، كل ذلك من خلال قراءة منهجية تتناول سلطة الخطاب و علاقاتها في العصر الوسيط، و السياق الدلالي الذي برزت من خلاله هذه الأفكار، و طبيعة العلاقات الثقافية التي تُحكِم سلطتها على الفكر و الإنتاج الثقافي في ذلك العصر. و من خلال فهم أفكار الفارابي السياسية و موقعها من سياقها الخطابي تبرز مقولة "السلطة الفاضلة" بوصفها انعكاساً لبنية ذلك العصر و بديلاً لمقولة السلطة القائمة آنذاك المستندة إلى التقليد و قداسة الحكم الوراثي. و هنا يصبح استدعاء الفارابي لمقولات الخطاب اليوناني و إعادة بنائها و إدماجها في السياق الفكري الإسلامي من جهة أولى ضرورة تطلّبها بناء البديل السياسي للسلطة الدينية الإقطاعية، و من جهة ثانية ميزة و خاصيّة فريدة تميّز الفلسفة الفارابية من خلال بنائه نسقاً فلسفياً يجمع بين العقلانية و الوحي في آن.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا