ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

من أهم نتائج البحث و إحدى أهم إضافاته العلمية تأكيدنا ضرورة عدم النظر إلى مصطلحي التكيف و الممانعة نظرة ميكانيكية صرفة، فثمة دول تصنف من ضمن بلدان العالم النامي مثل النمور الآسيوية و ماليزيا و أندونيسيا و الصين مثلا، و هي في وضعية متأقلمة و متكيفة إلى حد بعيد للعولمة و غير متصادمة معها، لكنها في الوقت نفسه غير موافقة على كثير من منطلقاتها و رافضة –بالتأكيد- لآثارها السلبية، فأين نصنف هذه البلدان، أفي خانة الدول المتكيفة مع العولمة أم في مجموعة الممانعة لها؟ ما أردنا الوصول إليه هو أنه عندما تحقق المجتمعات تنميتها المستدامة الناجزة يمكن اعتبارها من جهة في موقع المتكيف موضوعيًا للعولمة و غير المتصادم معها، و في بعض الأحيان المكيف لها.
تنتشر زراعة الشعير في سورية في المناطق البعلية التي تقل أمطارها عن 300 ملـم/سـنة و هـي مناطق محدودة الماء المتاح من جهة و سيئة توزيع الهطول المطري السنوي خلال الموسم الواحد و مـا بين المواسم. أضف إلى ذلك تعرضها للإجهادات اللاإحيائية (stresses Abiot ic) مـن جفـاف و بـرودة و حرارة و تملح و الإجهادات الإحيائية (stresses Biotic) من أمراض و حشرات و كذلك ضـعف خـصوبة التربة و استخدام الأساليب التقليدية في الزراعة. تحد هذه العوامل منفردة أو مجتمعة من القدرة الإنتاجية لهذا المحصول و تؤدي دوراً مهماً في عدم نجاح الأصناف المحسنة في مثل هذه البيئـات إذ تعـد ثباتيـة الغلة و استقرارها عبر السنوات أكثر أهمية من زيادة الإنتاج، مما يعرض مزارعي الشعير إلـى خـسائر مالية و اقتصادية فادحة و يؤثر سلباً في تربية الأغنام. اقترح الباحثون تطوير عدة اسـتراتيجيات للتغلـب على هذه المشكلة و تحقيق مستوى مقبول من ثباتية الغلة و استقرارها منها البحث عن خلائط و عـشائر نباتية بديلة مناسبة لهذه المناطق مكونة من سلالات نقية أو من سلالات محلية أو مـن طـرز وراثيـة مناسبة منتشرة في المنطقة و الاستفادة من تباينها الوراثي و قدرتها على التأقلم مع الظـروف المناخيـة و البيئية التي نشأت فيها لزيادة الغلة و استقرارها و التقليل من الآثار السلبية الناجمة عن التفاعل ما بـين الطرز الوراثية (Genotype) و البيئة (Environment) للوصول إلى غلة متوازنة و مستقرة من الـشعير على المدى الطويل ضمن ظروف الإجهاد المختلفة و العمل على رفع قيمة معامل استساغة الحيوان لها. و عليه فقد هدف هذا البحث إلى دراسة العلاقة بين التركيب الوراثي و الوسط البيئي و تقييم و مقارنـة أداء عدد من العشائر النباتية و الخلائط مع أداء سلالات محلية نقية من الشعير ضمن ظـروف الزراعـة البعلية (منطقة استقرار ثانية) في محطة تل حديا جنوب مدينة حلب، و أثر ذلـك فـي اسـتقرار الإنتـاج و ثباتيته عبر المواسم الزراعية المتتالية.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا