ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يعدُّ هذا البحث استكمالاً لكثيرٍ من الدِّراسات التي تناولت التَّنوين أداةً من أدوات تنكير الاسم، إذ بدا اهتمام علماء العربيَّة به واضحاً و جليَّاً في مؤلفاتهم و كُتبِهم، محاولين ضبط أصوله، و تلمُّس أثره في السِّياق اللغويِّ. و قد توقَّف البحث على أ صل التَّنوين في اللغات السَّاميَّة عامَّةً، و في اللغة العربيَّة خاصَّةً، و من ثمَّ تناول حدَّه اللغويَّ و الاصطلاحيَّ عند النُّحاة و اللغويين و البلاغيين، كما سلَّط الضَّوء على أنواعه، و اختلاف العلماء حول عددها و دلالة كلٍّ نوعٍ منها، مُبرزاً فاعليَّته الدِّلالية في الإشارة إلى تنكير الاسم باعتباره أداةً تقابل أداة التَّعريف (الألف و اللام). إضافةً إلى إظهار العوائق التي واجهت النُّحاة كتنوين الأعلام التي هي من المعارف، وصولاً إلى التَّعريف بمواطن حذفه التي حُدِّدت من قِبل النُّحاة.
حاولت هذه الدراسة الوقوف على ظاهرة من ظواهر الأداء اللغوي هي: "الترنم"، إذ تتجلى في هذه الظاهرة كيفية أداء الّنص اللغوي و تنوع وسائلها اللغوية، التي قد تكون بإشباع حركة أو بإضافة لاحقة أو إبدال مدّ أو حذفه. و خلصت الدراسة إلى أنَّ الترنم هيئة مقصودة من الأداء الصوتي تغلب في الشعر، و تقوم على المدّ و الترجيع؛ لتحقيق التطريب من خلال المد بالحركات الطويلة أو الاستعانة بلاحقة غالباً ما تكون لاحقة التنوين. و ليس الترنم مقصوراً على تنوين الترنم، بل يتحقق في بعض أنواع التونين الأخرى. فالترنم بالنون جائز لا إشكال فيه و إن خالف رأي بعض النحويين، لما للنون من قيمة إيقاعية محببة، و غنّة ذات ترددات موسيقية متناسقة. كما خلصت الدراسة إلى أنَّ الترنم يختلف عن الإنشاد الذي لا يعدو رفع الصوت بالإلقاء من غير تغنٍ أو تطريب، و مظهره إبدال المدة نوناً أو إلزام آخر الكلم التسكين.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا