ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

القسم أسلوب عربي قديم استعمله العرب لتوكيد المعنى و إثباته، و لإبراز الجد فيه، و قد نزل القرآن الكريم بلغتهم فاستعمل القسم، و استعمله النبي صلى الله عليه و سلم فيما بعد للمعنى نفسه، إلاَّ أنه أعطاه معنى التعظيم لارتباط القسم النبوي باسم الله تعالى أ و بصفة من صفاته، و تحريمه القسم بغير الله، و تنوعت صيغ المقسم به في الحديث إلاَّ أن أكثرها وروداً على لسان النبي صلى الله عليه و سلم: و الذي نفس محمد بيده، و الذي نفسي بيده، و قوله: لا و مقلب القلوب إذا اجتهد في الدعاء، كما أشار رواة الحديث.
التكرار أسلوب تعبيري معروف، استعمله العرب في كلامهم لغايات متعددة، فأحسنوا تارة و أساؤوا تارة أخرى، و لما كان النبي صلى الله عليه و سلم واحداً من العرب يتكلم بلسانهم و يستعمل أساليبهم فقد استعمل التكرار و جعله وسيلة من وسائل الدعوة، و طريقة من طرق ت بليغ مبادئها، فكرر الحرف الواحد في الكلمة فحمل تكراره جزءاً من المعنى، كما كرر اللفظة أو العبارة أو الأداة أو الصيغة الواحدة أحياناً، و قد يكرر المعنى دون اللفظ، و هذا النوع من التكرار كان شائعاً في الحديث كالتكرار اللفظي إن لم نقل أكثر، كل ذلك لتحقيق أهداف كان النبي صلى الله عليه و سلم يسعى إليها، كتأكيده للمعنى، أو التحذير منه، أو الترغيب فيه، أو الوعيد و التهديد أو غير ذلك من الأغراض الأخرى التي حققها من خلال التكرار، فأحسن و أجاد.
أردت في هذا البحث تجلية و توضيح مفهوم الوسطية في الفكر الإسلامي، لما له من أهمية كبيرة جداً، جاء الإسلام لترسيخها، و الدعوة لها على صعيد الكتاب و السنة، لكنني اقتصرت في هذا البحث على بيان هذا المنهج الأصيل من خلال السنة المطهـرة و الحـديث النبـوي الشريف فقط، و لم أتعرض لسائر التفصيلات في العبادات و غيرها، فلها بحث مستقل، و لـو جعلته عاماً من خلال الكتاب و السنة لطال البحث.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا