ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يشمل الفضاء الطباعي "النَّصي" طريقة تصميم الغلاف, و وضع المطالع و الخواتيم, و تنظيم الفصول, و تشكيل العنوانات... و غيرها. و هو يفتح أفقاً تأويلياً للبحوث الأدبية, كهذا البحث الذي يحاول إظهار أهميَّة الأثر الكتابي من نوع الخط, و الألوان, و النسق التتا بعي, و البياض, و السواد, و تصميم الصفحة, في إذكاء خيال المتلقي. و يؤكد البحث أن عملية اختيار العنوان هي أعقل مرحلة يمر بها صاحب النَّص, و لقد احتلَّ مكانة خاصة في ساحات الإبداع الأدبي, مما جعل الحاجة ملحَّة لوضع علم خاص به, و مستقل, هو "علم العنونة". و يأتي هذا البحث بوصفه محاولة في قراءة كتاب "سيَّاف الزهور" لمحمد الماغوط باستخدام كل تلك الأدوات الإجرائية, مع محاولة التقيد بحدود ما تسمح به اللياقة الأدبيَّة, و المعرفة السليمة المبنيَّة على ما يقوله النَّص, فلا يجبره على ما ليس فيه.
تزايد الاهتمام المعاصر بالعناوين؛ فقد عدّها بعض الباحثين نصوصاً مصغّرة تسهم في تشكيل وجهة نظر ابتدائيّة، تحفّز القارئ، و توجّهه نحو معنى ما يريده المؤلّفون، و عدّها آخرون مجرّد فرضيّة للقراءة لا حكماً مسبقاً عليها؛ فقد توجّه القارئ باتجاه المعنى مباش رة، و قد تعمل على خداعه و تضليله أيضاً، ما يحقّق- بنظرهم- شعريّة أكبر و أغنى للنصوص الإبداعيّة. و في كلتا الحالتين يظلّ العنوان الحلقة النصيّة الأولى التي يلتقي بها وعي القارئ مع النصّ بغضّ النظر عن نوع العناوين: واقعيّة، مواربة، رمزيّة و سواها. و قد وقع اختياري على هذا البحث نظراً لما أظهرته نصوص غسان ونوس القصصيّة من تنوّع ينمّ عن وعي الكاتب بأهميّة العناوين، و الدور الذي يمكن أن تؤدّيه في خدمة المعنى النصي، و هو ما يحاول هذا البحث مقاربته، و تسليط الضوء عليه.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا