ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

لقد شهدت نتائج تجربة اقتصاد السوق الاجتماعي في سورية جدلاً حادًا بين من هو مدافع عنها و من ينتقدها بشدة. و يهدف هذا البحث لإجراء تقييم موضوعي و محايد للتجربة التنموية القائمة على اقتصاد السوق الاجتماعي من خلال استعراض مسار مجموعة من المتغيرات التنموي ة خلال الفترة 2005-2010. و قد توصل البحث إلى أن جوانب الإخفاق في تجربة اقتصاد السوق الاجتماعي أكثر من جوانب النجاح، فعلى الرغم من نجاحها في تحقيق معدلات نمو مقبولة للناتج الحقيقي؛ و تقليص حجم الدين الخارجي؛ و زيادة حجم احتياطات القطع الاجنبي، فإنها لم تنجح في تعزيز هيكلية الاقتصاد السوري و ترسيخ مقومات نمو مستدام يتماشى مع الزيادات السكانية. و قد أخفقت هذه التجربة في إيجاد سوق عمل مرنة قادرة على تلبية الطلب المتزايد على فرص العمل، و في تخفيض معدلات الفقر و في تحسين القدرة الشرائية للأفراد.
أحدهم يسرع بمنديله و قارورة الماء إلى سيارتك, و الثاني يتخذ من طاولة (العصائر و الغازات) محلاً لتجارته, و الثالث يقف على حافة الطريق الرئيسية ليبيعك تارة عطراً و تارة أخرى لعبة صغيرة... تظهر أجسادهم ملامح الفقر و العوز. هذا ما تراه أعيينا و لعل ما خ في أعظم فحين يرتفع الفقر في سعته و عمقه و لا عدالته تكون الحتمية الاجتماعية تقريباً مطلقة, فالطفل يكون مجبراً على العمل ليساعد الأسرة على العيش و هذا العمل سيكون حتماً مرهوناً بتخليه عن المدرسة من مدخل الأولويات, و هنا تظهر عالمية الفقر بمستوى عالمية هذه الظاهرة (عمالة الأطفال) التي لا تختلف أسبابها و مظاهرها في كثير من المجتمعات, كما أن آثارها لا تتوقف عند حدود الجوع و المرض بل تتعدى ذلك إلى جدل فلسفي قائم هو : (أكون أو لا أكون)؛ إذ يجد الواحد من هؤلاء الأطفال نفسه مضطراً لتدبر قوت يومه من أجل أن يعيش و من أجل هذا تراه يبحث عن إقامة توازنات تسمح له بتخفيف الضغط عليه من خلال اللجوء إلى المخدرات, و قد يقتضي الأمر به أن يدخل عالم العنف و الإجرام. و عبر صفحات هذا البحث ستعرض جملة من الأهداف و هي التعرف على أسباب عمالة الأطفال و أوضاعهم الاقتصادية و الاجتماعية و التعرف على بيئتهم و أوضاع أسرهم الاجتماعية و الاقتصادية و علاقتهم فيما بينهم و علاقة رب العمل معهم و نظرته لهم.
ركز البحث على الدور الأساسي لتقليل مستوى الفقر و علاقته بالتخطيط العائلي كوسيلة تخفيض النمو السكاني، ثم جرى التعرّض لمناقشة الحجج الأساسية المرتبطة بقوة بحالة الفقر كمحدد رئيس للنمو السكاني، إذ قدمنا تحليلاً تجريبياً لإثبات هذه الفرضية و ذلك من خل ال بعض المؤشرات المرتبطة بالفقر مثل : متوسط الدخل الفردي و الأجل المتوقع و معرفة القراءة و الكتابة - و تمثل هذه المؤشرات علاقة ارتباطية عكسية قوية مع كل من معدل المواليد الخام و معدل الخصوبة الكلية. و قد توصلنا بالتحليل إلى اقتراح استراتيجية ثنائية لتخفيض النمو السكاني: ١ - الاهتمام بالتخطيط العائلي لتخفيض الولادات غير المرغوب فيها ؛ ٢ - الاهتمام بتقليل الفقر لتخفيض الولادات المرغوب فيها.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا