ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تستدعي كتابات جورج سانتيانا الانتباه على نحو متكرر إلى المغزى و المعنى النهائي لدى المثال ـ الصورة ـ بالنسبة لتجربة الإنسانية من حيث إعطاء معنى وقيمة لنشاطاتنا. فإذا لم يكن الإنسان مهتماً بخواص الأشياء, أو التي يمكن أن تكون لها, فمن الصعب القول إنه يعيش على الإطلاق بأي معنى أخلاقي هام. إن احد أهم ما يميز فكر سانتيانا, هو إنه عبارة عن مزيج مؤلف من اتحاد الطبيعة مع الميتافيزيقا, و الإنسانية مع الأخلاق, والواقعية مع نظرية المعرفة. ولقد هيمنت هذه المذاهب على مجمل مؤلفاته فيما يعرف بالمرحلة المتوسطة من حياته, وخاصة في كتابه "حياة العقل". وفي ذلك كانت الروافع الرئيسة التي بنى بالقياس إليها نظريته الفلسفية – المادية والتي أراد لهل أن تشكل بديلاً هاماً وقوياً أمام كل من المثالية المختصرة والمادية الضعيفة اللتان تعتبران ـ حسب رأيه ـ ثمرتان من ثمار القرن التاسع عشر. سنحاول في هذا البحث دراسة النزعة المادية وتوضيحها ، وذلك من خلال نصوص سانتيانا الكثيرة في كتابه (حياة العقل). وسنحاول أيضاً أن نبين إن ماديته لم تكن من النوع القصيرة النظر التي تؤمن بأن الموجودات المادية هي الحقيقة الواقعية الوحيدة.
سأحاول في هذا البحث الكشف عن طبيعة التصور الرشدي لحدوث الحركة بين الموجودات في العالم ، و طالما أن الموجودات تتألف من مادة و صورة فإن الحركة تقوم على الاتحاد بين المادة و الصورة حتى تحصل عملية التحوّل من القوة الكامنة في المادة عن طريق الفعل الموجود في الصورة، و هنا يأتي دور الفاعل "المحرك" الذي يحرك المادة للاتحاد بالصورة عن طريق الحركة . و بذلك فإن الحركة إنما هي بمثابة صيرورة جدلية بين المادة و الصورة التي تؤلف طبيعة الموجودات في العالم ، و بذلك تظهر الحركة على أنها إخراج المادة إلى الصورة عن طريق القوة و الفعل بواسطة الصيرورة الحركية بين الموجودات . و من ثم فإن تصور الحركة عند ابن رشد يبرز أهمية المادة و الصورة و القوة و الفعل كعناصر أساسية لحدوث الحركة في الوجود ، و التي تحتاج إلى محرك و متحرك " المادة و الصورة و الفعل و الفاعل".
لقد اتّسمت الفلسفة الغربية بشكل عام بالصفة التي أطلق عليها دريدا اسم (ميتافيزيقا الحضور)، و هي عبارة عن حركة فكريّة بدأت مع فلاسفة اليونان و بلغت ذروتها مع هيغل من خلال فكرة الميتافيزيقا. إنَّ المشكلة المراد بحثها هنا، هي كيف أنَّ هذه الحركة الفكرية تحرّكت باتّجاه معين من خلال موضوع معين، ألا و هو الانتقال من اللحظة الميتافيزيقية إلى لحظة الحضور، بمعنى آخر، تحوّل الفكرة الميتافيزيقية للوجود، كما هو بذاته، إلى فكرة الحضور المطلق. لذلك سنحاول في هذه الدراسة توضيح، كيف أن فكرة الميتافيزيقا عند هسرل تكشف عن ذاتها من خلال ثلاثة مواضيع و هي: 1. إن الحدس هو الأساس الإبستمولوجي للوضعية الصادقة. 2. إن المجال المتعالي هو مجال الوجود. 3. إن الوجود الذي يعطي ذاته في الحدس، هو لحظة إبستمولوجية. هذا يعني أن الوجود هو الحضور المطلق و اللحظة الميتافيزيقية في آن معاً. و بهذا سنحاول أن نظهر أن لهسرل افتراضاً مسبقاً ألا و هو، "ميتافيزيقا الحضور".
يسلط البحث الضوء على مشكلة لعلها الأهم بين مجموع المشكلات التي نجدها في تاريخ الفلسفة ألا و هي مشكلة الطبيعة. يحاول بحثنا سبر معنى الطبيعة من بواكيره الأولى حتى هيغل، كما سنحاول، في هذا البحث تناول مشكلة الطبيعة من الجانبين المنهجي و المعرفي، للوقوف على النقاط الأساسية لمشكلة الطبيعة عند فلاسفة القرن السابع عشر، لمحاولة ضبط مشكلة الطبيعة في سياقها التاريخي . كما سنحاول في هذا البحث إلقاء الضوء على العلاقة بين الطبيعة و المشكلات الأخرى في فلسفة هيغل كالعلاقة، مثلاً بين الطبيعة و المنطق ، الطبيعة و الفكرة المطلقة. هل استطاع هيغل أن يحل مشكلة الطبيعة و علاقتها بجوانب فلسفته المختلفة؟ أم أنه عل هذه المشكلة كما فعل ذلك من قبله كانط ، كما يوجد في بحثنا العديد من المشكلات الأخرى التي ناقشها هيغل مع مشكلة الطبيعة.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا