إن معدلات النمو السكاني في سورية من المعدلات المرتفعة في العالم، إذ وصلت إلى ٣٣بألف في
الفترة ١٩٦٠-١٩٧٠ ، و إلى ٣,٣٣ بالألف في الفترة ١٩٧٠-١٩٨١ ، و بقيت محافظة على مستواها
السابق في الفترة ١٩٨١-١٩٩٧ ، و تختلف معدلات النمو السكاني بين محافظة و أخرى
داخل القطر،
كذلك تختلف هذه المعدلات بين الريف و الحضر. و تعد معدلات المواليد في سـورية مـن أعلـى
المعدلات في العالم حيث تقدر الآن بـ ٣٩ بالألف سنوياً، أما معدلات الوفيات فتعد من المعـدلات
المنخفضة قياساً إلى البلدان النامية و حنى قياساً إلى العالمـ إذ بلغت ٦,٦بالألف في عام ١٩٩١ كما
بلغت معدلات وفيات الرضع ٣٣بالألف.
هذا و إن أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدلات النمو السكاني في الفترة الماضية هو انخفـاض
معدلات الوفيات مع بقاء المواليد عالية نتيجة للتقدم الحاصل على الأصعدة كافة التعليمية و الخدمية
و الصحية و الغذائية، و كذلك القضاء بصورة نهائية على الأوبئة مما انعكس إيجابياً علـى تحسـين
صحة المواطنين و ارتفاع العمر المتوقع عند الولادة. و يمكن القول: إن أثر التنمية الاقتصادية كـان
واضحاً في معدلات النمو السكاني في القطر العربي السوري، و من ثَم انعكسـت هـذه المعـدلات
المرتفعة للنمو السكاني على بعض المتغيرات الاجتماعية من خلال زيادة نفقات الدولة على التعليم
و الصحة و الخدمات التي تزداد مع ازدياد السكان.