ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تمثلت مشكلة الدراسة في بحث مفهوم المواطنة في الفكر الغربي المعاصر و ما ينطوي عليه هذا المفهوم من دلالات و أبعاد سياسية و اجتماعية أمكن إجمالها في المساواة و الحرية . و حسب منهجية الدراسة تم تتبع الأصول الفكرية التي تمثل منابع الفكر الغربي المعاصر ف ي تحديد معنى كل من المساواة و الحرية و تحليل أبعاد كل منهما ، و التطبيقات التي نتجت عنها في كل من المعسكرين : الليرالي / الديمقراطي ، و الشيوعي الاشتراكي ، و نقد المفهوم و الممارسات من المنظور الإسلامي .
تحاول الدراسة البحث في واقع المسؤولية الوطنية لدى عينة من المواطنين السوريين في ظل خصوصية ما يجري في الواقع الاجتماعي السوري، من أحداث اجتماعية، و سياسية، و اقتصادية، و ثقافية تتطَّلب من المواطن أن يترجم اتجاهه إزاء وطنه في سلوك يعبر عن مسؤوليته اتجا هه، سواء بالسلب أو الإيجاب، و لهذا رصد البحث على المستوى النظري العلاقة بين المسؤولية الوطنية و بعض المتغيرات، كالعلاقة بين ذات المواطن و موضوع مسؤوليته الوطنية، و علاقتها بدرجة إشباع حاجاته، و علاقتها بالثقافة المجتمعية و بمؤسسات تنشئتها الاجتماعية.
هدف البحث إلى تحديد دور القيم القانونية و السياسية و الاجتماعية للمواطنة في مناهج علم الاجتماع من وجهة نظر طلبة جامعة دمشق "قسم علم الاجتماع"، و اتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، مستخدمةً استبانة كأداة للبحث، طبقت على عينة مكونة من ( 135 ) طالب و طالبة، و بنسبة 5% من المجتمع الأصلي.
الديمقراطية مفهوم تاريخي اتخذ صوراً و تطبيقات متباينة، و إن كان في جوهره مثل أعلى يتمثل في المساواة بين البشر في فرص الحياة في كل المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، و تسمح للإنسان أن يطور إمكاناته، و إطلاق قواه الكامنة لتحقيق الذات. و هناك اختلاف ما بين المفكرين حول مفهوم الديمقراطية، فالبعض يرى أن الديمقراطية هي نظام حكم متمثلة بالجوانب السياسية كالانتخاب و التصويت... و البعض الآخر يرى أنها نظام حياة يقوم بتنظيم العلاقات الاجتماعية و الاقتصادية في المجتمع و هذا ما يعرف بالديمقراطية الاجتماعية، و الفريق الثالث يراها نظام حكم و نظام حياة الديمقراطية بشقيها السياسي و الاجتماعي. و مصطلح الديمقراطية بشكله الإغريقي تم نحته في أثينا القديمة في القرن الخامس قبل الميلاد، و الديمقراطية الأثينية تعتبر من النماذج الأولى التي استخدمت المفاهيم المعاصرة للحكم الديمقراطي، حيث تناول البحث الديمقراطية عند المفكرين اليونانيين، و من ثم عند بعض المفكرين الحديثين، فمع مرور الزمن تطور معنى الديمقراطية و ارتقى تعريفها الحديث كثيراً منذ القرن الثامن عشر مع ظهور الأنظمة الديمقراطية المتعاقبة في العديد من دول العالم.
تحدد المواطنة بجملة من الحقوق ترتبط بها واجبات اجتماعية و سياسية. كحق التصويت، و ممارسة الحريات العامة المتعلقة بالمشاركة السياسية، و تولي الوظائف العامة.. و غيره. هذه المشاركة تنطوي أصلاً على مبدأ المساواة، و إقرار العضوية الكاملة للفرد في جماعته. ف المواطن الحق همه نهوض وطنه حضارياً و استمرار مسيرة الرقي و الحضارة في ربوعه، و بجهود أبنائه. أما السلطة فهي مفهوم اجتماعي سياسي و اقتصادي تستدعي وجودها حالة الاجتماع الإنساني، يفترض أن تكون وطنية منتخبة ديمقراطياً، و وظيفتها أن تقدم خدمات متعددة الأوجه في سبيل ضمان استمرار المجتمع و الدولة..، و بالتالي المواطن و الوطن، لذلك فإن أنواع السلطات تنبثق أصلاً عن أنواع الخدمات التي يفترض أن تقدمها في المجتمع و للمواطنين. إن تطبيق مبدأ المواطنة فعلياً، يرجح ضمان قوة الأوطان و توفر عناصر وجودها المستقل و سيادة سلطانها و تحكم مواطنيها بخيراتها و أقدارها و حرص مسؤوليها و حكامها على تقدمها و رقيها، و تفانيهم جميعاً في نهوضها. فما هي العلاقة بين الحقوق و الواجبات؟ و ما علاقة كل منهما بالموطنة و السلطة؟
تعتبر المواطنة من المفاهيم الحديثة نسبياً رغم أنها بالنظر إلى الأسس و المبادئ التي تقوم عليها ذات أساس تاريخي قديم, و يتميز هذا المفهوم بامتلاكه العديد من الأبعاد انعكست على الانتخابات العامة و أظهرت مدى الترابط بين كلا من المواطنة و الانتخابات الع امة التي تأثرت بدورها بمبادئ الحرية و المساواة التي تقوم عليها المواطنة, حيث أصبحت النظرة للانتخابات تقوم على أساس أنها حق و واجب في نفس الوقت و هذا ما أدى بالنتيجة إلى تطور النظم الانتخابية في الكثير من دول العالم بشكل يعكس عمق المواطنة و مدى تأثيرها على مجمل العملية الانتخابية .
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة درجة تمثل تلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي لقيم المواطنة في ظل الأزمة السورية تبعاً لمتغير نوع الإقامة (تلميذ وافد - تلميذ مقيم), و متغير حالة الأسرة (تلاميذ ذوي شهداء - تلاميذ عاديين من غير ذوي شهداء), و لأجل ذلك قا مت الباحثة بإعداد استبانة اشتملت على (35) بنداً, طُبقَت على عينة من تلاميذ الصف السادس الابتدائي و بلغت (240) تلميذ و تلميذة, و بالاعتماد على الأساليب الإحصائية المناسبة, توصلت الدراسة بالنتائج إلى أن درجة تمثل التلاميذ لقيم المواطنة في ظل الأزمة السورية كانت متوسطة و جاءت قيم الحقوق و الواجبات بالمرتبة الأولى و بدرجة مرتفعة, تليها قيمة احترام الآخر و تقبل الاختلاف بدرجة متوسطة, ثم قيمة الانتماء, و أخيراً قيمة المشاركة و التفاعل بدرجة متوسطة, و تبين كذلك بالنتائج أنه يوجد فرق دال إحصائياً عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسطي درجات أفراد العينة على جميع محاور الاستبانة تبعاً لمتغير نوع الإقامة, باستثناء محور التفاعل و المشاركة, و هذا الفرق لصالح التلامذة الوافدين. و تبين بالنتائج أيضاً عدم وجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة0.05 بين متوسطي إجابات التلاميذ من ذوي الشهداء و التلاميذ العاديين من غير ذوي الشهداء.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا