ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تُْلَقى المياه الناتجة عن الغسيل العكسي للمرشحات الموجودة في محطات تنقية المياه في المصادر المائية أو الوديان أو محطات الصرف الصحي دون أي إستفادة منها . و تقدر كمية مياه الغسيل الناتجة بمعدل ( 3 - 4%) من كمية المياه المنقاة في المحطة. حتى لو عددنَا كمية المياه قليلة لكنها يمكن أن تكون مفيدة في بعض الظروف, و خصوصاً في حال كان المصدر المائي شحيحاً و لا توجد مصادر مياه قريبة على الإطلاق. إن معالجة مياه الغسيل العكسي تعتمد على الحاجة لإعادة استخدامها، إما لأغراض الشرب أو لأغراض الري و ذلك تبعاً "لمطابقتها لمعايير نوعية المياه الواردة في المواصفات. في هذا البحث حلَِّلت مياه الغسيل العكسي للمرشحات الناتجة عن محطة تنقية سد الروم بالقرب من مدينة السويداء تحليلاً علمياً، و عولجت في محطات التنقية التي صممت لهذا الغرض. و نوقشت نتائج التجارب, و وثَِّقتِ الحقائق المهمة، و حددتِ الجدوى الاقتصادية لإعادة استخدام المياه.
جمعت عينات المياه ابتداء من المياه العادمة في مصب شبكة مياه الصرف الـصحي بمدينـة قطنـا، و كذلك من المياه المعالجة في أحواض التنقية التي أعدت لهذا الغرض، مـن أجـل إجـراء الاختبـارات الفيزيائية و الكيميائية و الميكروبيولوجية بمعدل ثلاث مرات في الأسبو ع مدة سبعة عـشر يومـاً، بهـدف تحديد دور النباتات المائية الكبيرة في تحسين عملية تنقية المخلفات السائلة المنزلية و تفعيلها؛ من خـلال تأمين الأوكسجين اللازم للأحياء الدقيقة، و امتصاص بعض العناصر المعدنية و الشوارد الكيميائيـة، إلـى جانب ادمصاص نسبة من الأحياء الدقيقة على سطوح النباتات؛ مما يؤثر في تحقيق عمليات تنقية المياه و المعدنة. و يؤكد تقييم عملية التنقية، اعتماداً على نتائج الاختبارات المختلفة، الدور الفاعل الـذي تقـوم بـه الأحياء الدقيقة في معالجة المخلفات السائلة المنزلية، و تنقية المياه بمساعدة النباتـات المائيـة الكبيـرة القادرة على تأمين الظروف المناسبة لتنشيط الأحياء الدقيقة غير ذاتية التغذية التي تتميز بتفكيك المـادة العضوية و أكسدتها بفعالية كبيرة؛ مما يؤثر في تراكيز النترات و النشادر و المواد الصلبة المعلقة و الناقلية الكهربائية و غيرها؛ و بذلك تتميز مجتمعات نباتات البوتوموس المائيـة الكبيـرة، مـن النـوع المحلـي umbellatus Butomus ، على نحو جلي بتأثير إيجابي في تفعيل عملية التنقية و تنـشيط معدنـة المـادة العضوية بفعل الأحياء الدقيقة.
تضمن البحث إجراء تحاليل دورية شهرية فيزيائية وكيميائية لمصدرين مائيين هامين في المنطقة الساحلية هما نهر الكبير الشمالي وسد بللوران لمدة عام ونصف بدءًا من حزيران 1999. تم تقدير درجة الحرارة و الشوارد الموجبة و الشوارد السالبة في مواقع الاعتيان على ط ول مجرى المصدرين المائيين، و اعتمادًا على نتائج التحاليل لقد تبين أن هناك فروقًا كبيرة في تراكيز العناصر المدروسة من موقع لآخر وضمن الموقع الواحد وذلك تبعًا للعوامل المناخية السائدة خلال أشهر السنة، حيث تبين ازدياد تراكيز معظم الشوارد الكيميائية في مياه مواقع الدراسة مع ارتفاع درجة الحرارة و زيادة التبخر الذي يؤدي إلى زيادة التركيز الأيوني، إذ تبلغ أكبر قيمة لها أواخر الصيف و بداية الخريف بشكل عام، و بدا واضحًا تأثير البنية الجيولوجية و مياه السيول و الأمطار و المياه الراشحة من الترب الزراعية و تأثير بعض المواقع بالصبيب الخارجي لمياه مجاري الصرف الصحي و الصناعي. تم تقييم درجة جودة مياه المواقع المدروسة مقارنة ببعض المواصفات القياسية العالمية و السورية المعتمدة. و لقد وجد أن مياه سد بللوران و سد ١٦ تشرين صالحة للشرب و الري من الناحية الكيميائية، أما مياه موقعي معمل البطاريات و مصب نهر الكبير الشمالي فكانتا صالحة للري دون الشرب .
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا