ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يتناول البحث ظاهرة التطرف العرقي و الديني، و ما بني عليها من نظريات عنصرية أدت إلى نتائج كارثية على مستوى البشرية جمعاء، من حروب و احتلال. و إذ يدرس البحث نموذجين واضحين في التطرف العرقي و الديني، هما النازية الألمانية و الصهيونية، فإنه يحاول تسليط الضوء على التشابه الكبير بينهما في الفكر و الممارسة. فالنازية الألمانية: تعد أن العرق الألماني متقدم على كل الأعراق، و أنه أنقى أمة بين أمم العالم أجمع، و لا يجوز اختلاطه بالآخرين، و على ذلك فإنه يمتلك الحق في أن يؤمن المدى و المجال الحيوي الذي يجب أن ينتشر فيه، محاولاً بذلك تبرير أحقيته في السيطرة و الاستعمار. أما الصهيونية: فإن عنصريتها تتمثل بادعائها أن اليهود شعب الله المختار الذي يتفوق على غيره من الشعوب، مبرراً احتلاله و توسعه. و بناء على ذلك يحاول الباحث الوصول إلى إستراتيجية مبنية على أسس علمية تدحض هذا الفكر العنصري و النظريات الباطلة التي روج لها، و التي تعد خطراً جسيماً يهدد مستقبل الإنسانية و يقضي على أواصر اللحمة بين الشعوب، مبيناً أن وجود هذه النظريات العنصرية ما كانت لتنشأ و تنمو لولا رعاية الاستعمار لها بهدف تبرير حروبه و غزوه بكل أشكاله و توسعه و سيطرته على باقي بلدان العالم.
ارتبط الموقف السياسي في بعضن البلاد العربية مند منتصف الثلاثينيات مز القرن العشرين بالتغيرات التي طرأت على العلاقات الدولية بين القوى السياسية العالمية الكبرى، وبالضعف الذي بدأ من جانب الدول الغربية تجاه اعتداءات القوى النازية والغاشية في ألمانية و ايطالية. فقد أسهمت تلك الظروف الدولية في ظهور بعض التشكيلات الوطنية في الشرق العربي التي نمت باتجاه يقوم على التقارب مع الألمان والطليان. ولكن من الملاحظ أن هذه التشكيلات الوطنية العربية لم تتجه إلى المحور إلا بعد أن فشلت في الاتفاق مع بريطانية بشان مشكلة فلسطين و استقلال سورية وتسلح الجيش العراقي، وبدلك لم يكن اتجاهها نحو المحور نابعا من ايمانها بالمبادئ النازية، بل لمحاولة الاستفادة من أطراف النزاع العالمي للحصول على الاستقلال الوطني. وقد جاء هذا التطور ضمن إطار الاستراتيجية الألمانية في المنطقة العربية ونتيجة الدعاية الديماغوجية الهتلرية تجاه الشعب العربي.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا