ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تعد مادة الحديد و الفولاذ المعالج مادة قديمة حديثة، دخلت المجال الفني من أوسع أبوابه؛ و ذلك لديمومتها. إشكالية استخدام المخلفات المعدنية الصناعية في العملية الإبداعية لإنجاز عمل نحتي معاصر، تكمن في رغبة الفنان في تناول هذه المادة، و ذلك من أجل إغناء النزعة الإبداعية و إشباعها عنده، إِذا أن جميع نحاتي العالم و مبدعيه يبحثون عن ديمومة عملهم الفني، و هذا ما ينطبق على الأعمال التشكيلية المعدنية المباشرة، لأن طبيعة الخامة المستخدمة كالحديد و الفولاذ و الخلائط المعدنية التي لا تتأكسد هي خامات صلبة و معمرة و مقاومة لعوامل التعرية الطبيعية، مما يجعلها مواد مثالية لأعمال نحتية ضخمة تزين الساحات و الأماكن العامة تزينًا دائمًا. ومن هنا تمت الإضاءة على أهم مراحل فن التعبير بالمعادن وتطورهexpression in Metals و ذلك من خلال ، تناول بعض أهم التجارب الفنية ذات الصلة في أوربا و آسية و أميركا، فضلا عن تتبع بدايات هذا الفن في الوطن العربي، و التعريف بأهم رواده و استعراض تجاربهم المميزة.
يلحظ الباحث في تاريخ الحضارات الشرقية القديمة جانبا جوهريا فيها، و هو الدور المهم الذي قام به المعتقد في تلك الحضارات، إذ كان هو الدافع و الموجه الأساس لها، و ما قدمته للبشرية من إنجازات حضارية متنوعة من سياسية و معمارية و فنية و غيرها خير شاهد على ذ لك. كان تأثير المعتقد الديني ظاهرا في ما يتعلق بحياة الانسان، من حيث عبادة عدد من الآلهة التي مثلها و صورها بحس ِب وظيفتها التي اعتقد بها في ذلك العصر، فكانت الأساطير و عوالم الخيال السائدة تشغل باله و تسيطر على أفكاره و نشاطه، و هذا ما تعكسه لنا اللقى الأثرية المختلفة، و من تلك اللقى الأشكال النحتية المتمثلة في الدمى الطينية التي من خلالها عبر عن الآلهة الأنثى أو الآلهة الأم بطريقة عفوية بدائية، فكانت اللغة التي تحدث و عبر بها عن رؤيته و خياله بأسلوبه العفوي بعيدا عن النظريات و الاتجاهات الفنية. و لكن عند قراءتنا و تحليلنا لها نفاجئ بما تتضمنه من قيم تشكيلية و جمالية تتجلى بجمالية التعبير الفني، و بطريقة صياغة الشكل و ربطه بالمضمون الداخلي، و كأن المنفذ على وعي بما يقوم به، مما أضاف إلى قيمتها التاريخية قيمة فنية عالية ربما تضاهي ما نفذه النحات الأكاديمي المعاصر.
هدفت هذه الدراسة البحثية القصيرة إلى تعرف بعضٍ أعمال الفنان بيكاسو بوصفه واحداً من أهم الأسماء الشهيرة في الفن الحديث و خاصة في مجال النحت، و كيفية بداياته التي وّلدت الإلهامات و الأفكار الإبداعية لديه التي بدأت بالتصوير، و انتهت بخلق أشكال فريدة في الفراغ لم يسبقه إليها أحد، و ذلك استناداً إلى المدرسة التكعيبية التي يعد بيكاسو من مؤسسيها و مبدعيها . كما تأتي أهمية البحث من خلال معرفة الأسلوب و عملية المزاوجة بين التقانات و المواد المتعددة من جهة و الحالة الإبداعية من جهة أخرى، فقد وظف الفنان إمكانياته الإبداعية غير المنتهية بأسلوب مميز يعبر عن شخصيته و أفكاره الخلاقة مقدماً بذلك مفهوماً جديداً و غريباً في عالم النحت من حيث الشكل و المضمون، و قد استطاع من خلالها و بتألق كبير الدمج بين تقنية القص و اللصق ( الكولاج ) و فن النحت بطريقة التركيب و البناء، مقدماً أعماله في مجال التكعيبية التركيبية كشاهد على عبقريته .
يتضمن البحث: مقدمة تعرف بالحركة قديماً و حديثاً و تبين الحركة في العمل الفني و أقسامها: الظاهرية و الفيزيائية الخارجية، و الحركة الداخلية. 1- الحركة الظاهرية و الفيزيائية الخارجية: التي يمكن استقراؤها من خلال تكوين العمل الفني و علاقة عناصره بعضها ب بعض، و يقدم فيها الباحث الأعمال المعدنية التي ترتبط أجزاؤها من خلال مفاصل متحركة و يشير إلى كالدر بوصفه رائداً لهذه الطريقة في النحت. 2- الحركة الداخلية في العمل الفني: ابتداء من حركة النقطة لتأليف الخط، ثم السطح، وصولاً إلى الحجم الثلاثي الأبعاد، و حركة الثنائيات ضمن العمل الفني. مراحل رؤية العمل الفني :تُجزأ إلى ثلاث مراحل أ- من الزاوية الحسية، أي من خلال حركة البصر و انتقالها بين عناصر العمل الفني، ب- العملية التحليلية و الإدراكية للثنائيات المتماثلة أو المتضادة في العمل و اتجاهات العناصر فيه و محاوره، ج- العملية الذهنية التي تتضمن سرد القصة التي تقف خلف العمل الفني. و يتحدث الباحث أخيراً عن إيقاع الحركة في العمل الفني و عن النحت البنائي و المستقبلي عند كل من "تاتلين" و "بوتشيوني" و غيرهما. و يختتم بالتطبيق العملي من خلال تحليل الحركة في عملين نحتيين للفنانين: بيكاسو و مايول و نتائج البحث.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا