ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تشكل خارطة الطريق إطاراً عاماً لتسوية النزاع الفلسطيني/الإسرائيلي، و هو أحد المسارات الأساسية لمشكلة الشرق الأوسط، الناجمة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة و انتهاكه الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني. و تهدف الخارطة حسبما اقترحتها ال لجنة الرباعية، إلى إحلال السلم بين الأطراف المتنازعة من خلال متابعة التفاوض حسب مراحل زمنية محددة بغية التوصل إلى تسوية نهائية، تؤدي إلى نشوء دولة فلسطينية مستقلة و قابلة للحياة. و لكن السؤال المطروح: هل تستطيع فعلاً نصوص خارطة الطريق الإسهام بإنجاح عملية التسوية الشاملة و العادلة لمشكلة الشرق الأوسط أم في تعثرها؟
تهدف هذه الدراسة إلى محاولة تتبع مفهوم النص في التراث اللساني العربي باستنطاق نصوص بعض أعلامه المشهورين مثل: الخليل و سيبويه و الإمام الشافعي و الجاحظ و عبد القاهر الجرجاني... و غيرهم، و ذلك من خلال منظومة من المفاهيم المفاتيح مثل: الجملة و القول و الخطاب و النظم و التبليغ و البيان. و كلها مفاهيم أساسية في النظرية المكونة للنص بخاصة؛ و لذلك يمكن تحديد مفهوم النص بالتفريق بين مستويين من الدراسة هما: مستوى البنية و مستوى الخطاب الذي يعد حدثًا إعلاميًا يتطلب عناصر كالمتكلم و المخاطب و المعلومات التي يعرفها عن الخطاب و المقام الذي يحدث فيه كل ذلك.
يرمي هذا البحث إلى تبيان أثر الطّاقة النّصّيّة في جماليّات النّصّ الشّعريّ ، و دلالاته ، و أبعاد هذا الأثر في ضوء القراءة النّفسيّة لنصوص شعريّة جاهليّة ، رغبة منّا في تجلية أثر النّصّ في المتلقّي الّذي يُعمل أدواته النّفسيّة لسبر ذات المبدع ، مستعين اً بطاقة التّوتّر الّتي حفل بها النّصّ الشّعريّ الجاهليّ ، معتمداً شعريّة الصّورة الجاهليّة ؛ بغية الحصول على ذاك الأثر الجماليّ الّذي يجذب المتلقّي ، و يبيّن جماليّات النّصّ الشّعريّ الجاهليّ و ثراءه . لم يكن الشّعر الجاهليّ مجرّد صياغة فنّيّة ، إنّما كان موقفاً و فكراً و تعبيراً عن أعماق الشّاعر الجاهليّ ، ففيه يعوم الدّال ، و ينزلق المدلول ، فنحصل على بعدٍ نفسيٍّ جماليٍّ مرنٍ ، إنّه بُعْدٌ يكشف أنّ الشّعر الجاهليّ تجاوزٌ و تخطٍّ ؛ إذ لم يكتفِ الشّعراء الجاهليّون بإثارة انفعالنا ، بل تضمّنت أشعارهم رؤية خاصّة صادرة عن حالتهم النّفسيّة.
التّأويل فنّ قرائيّ ، يستند إلى الانتقال من المعنى المباشر في النّسق الظّاهر إلى المعنى غير المباشر في النّسق المضمر ، و يتجلّى في الدّوالّ اللّفظيّة ، و الصّور ، و التّراكيب المحمّلة إيحاءات قويّة . لقد أغنى نقّاد الشّعر الجاهليّ الأدب القديم ؛ بما أضافوا إليه من أبعاد قرائيّة ، و ما تضمّنت تأويلاتهم من معانٍ نفسيّة و دلاليّة عميقة ، مبيّنين ما وراء المستويات النّصّية الظاهرة ، وصولاً إلى دلالات تفسيريّة متنوّعة ، أعطت المضمون النّصّي الشّعريّ الجاهليّ شعريّة أخرى هي شعريّة التّلقّي . قدّمت تأويلات النّقّاد مقاصد متنوّعة ، استناداً إلى الشّرح اللّغويّ حيناً ، و إرادة الشَّاعر حيناً آخر ، و قد يتدخّل في هذا الموقف رأي القارئ و قناعاته ، و لكنّها تأويلات _ أيّاً كانت درجة مصداقيّتها أو إقناعها _ قدّمت فكراً معاصراً ، و فتحت آفاقاً نصّيّة جديدة ، و أوحت بمشروعيّة التّفاعل مع الشّعر الجاهليّ برؤية مختلفة .
قمت في هذا البحث بدراسة المفهومات البنيوية أولا , و كيفية انتقالها إلى الميدان الثقافي العربي. و حددت هذه المفهومات و أهم الرواد الذين أسسوا لها و أسهموا في بنائها كمنهج نقدي, ثم تتبعت السبل التي أوصلتها إلى النقد العربي الحديث و دور المثاقفة في عمل ية التأثر و التأثير. و لعل الخطوات التطبيقية التي أجريتها جعلت المنهج البنيوي يأخذ ملامحه الواضحة في نقدنا العربي, و يعرض البحث ذلك بالتفصيل بالوقوف عند الناقد البنيوي الشكلاني كمال أبو ديب من خلال تطبيقاته للبنيوية. و نظرا لتعذر الإحاطة بجوانب البنيوية كافة التي شبهت بأرخبيل للناظر إليها من الأعلى , حاولت دراسة البنيوية كطريقة في التفكير و النقد الأدبي , و ذلك لأن البنيوية تسعى بصورة خاصة إلى اكتشاف العلاقة بين نظام الأدب ( النص ) و بين الثقافة التي يشكل النص جزءا منها.
شعريَّة نصٍّ هي ما يمنحه صفة الأدبيَّة, و شعريَّة مكوِّنٍ بنائيٍّ هي ما يمنحه سمة القيادة بين المكوِّنات الأخرى, و لذلك يهتمُّ الدَّارسون -عند محاولة تحديد سمة الشِّعريَّة- بالبحث عن التِّقنيَّة الَّتي يعني حضورُها الفعَّالُ, و علاقاتها بنظيرتها من ا لمكوِّنات الأخرى, اتِّسامَ النَّصِّ المدروس بصفة الشِّعريَّة, فكلَّ أداةٍ تعبيريَّةٍ تمتلك أهميَّةً في توجيه دلالة النَّصِّ هي أداةٌ شعريَّةٌ, و هذا هو المنطلق الَّذي يتَّكئ عليه البحث لإظهار أهمِّيَّة التَّضادِّ معتمداً على جملةٍ من التَّنظيرات الَّتي ينتمي بعضها إلى مجال الألسنيَّة, لكنَّه يمتلك أصولاً في الفكر اللُّغويِّ و البلاغيِّ العربيِّ, و هي تعين الباحث على تحصيل نتائجَ بلاغيَّةٍ من دراسة النُّصوص, أمَّا في القسم التَّطبيقيِّ, فسيلجأ البحث إلى تطبيق المنطلقات النَّظريَّة على نصٍّ من نصوص المتنبِّي, و هي نصوص ثريَّةٌ بالتَّضادِّ, و لاسيَّما ثراؤها على مستوى النَّصِّ كاملاً؛ إذ استخدمه المتنبِّي لنسج شبكةٍ من العلاقات بين الدَّوالِّ, يكون التَّضادُّ الرَّابط الأوَّل بينها, و المُتَحَكِّم الأوَّل في توجُّهها, مُخرجاً النَّصَّ بناءً شعريَّاً متماسكاً .
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا