ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يقوم النّصّ المتطاول الكثير الفقرات, كحال النّصّ القصصيّ, على وجود الجمل و أجزاء الجمل. و إذ حاول لسانيّو النّصّ تجاوز حدود الجملة إلى هذا النّصّ، لم ينكروا ضرورة الانطلاق من هذه الجملة أساساً لتحليلاتهم و تفسيراتهم. و المتصاحبات الّلغويّة ليست إلا بنى صغرى في النّصّ ، و هذه البنى تتمثّل ، تركيبياً، في هيئة جمل أو أجزاء من جمل. تحمل هذه البنى قدرةً على إيصال الفكرة العامّة التي يريد منتج النّص / الكاتب إيصالها إلينا، نحن المتلقّين، بطرق مختلفة، من حيث إنّ الجزء يدلّ على الكلّ . فمن وجهة يمكن أن تكون بنى دلاليّة نوويّة تختزن البنية الدّلاليّة الكبرى للنّصّ، وَ من وجهةٍ أخرى يحمل بعضها تيمات ( Themes ) تترابط وَ تتواشج لتكوين تلك البنية الكلّيّة، و من وجهةٍ ثالثة يحمل بعضها دلالات إيحائيّة تتواشج – أيضاً - لإعطاء تلك الدّلالة الكلّيّة. و إذ أعلن"رولان بارت/R.Barthes" موت الكاتب ،و أعلنت "جوليا كريستيفا/J.Kristeva" أنّ النّصّ مفتوح ،لأنّه نشاط و إنتاج (من حيث هو إنتاجٌ من الكاتب وَ إعادة إنتاج من القارىء بقراءته و فهمه للمقروء)؛ ترسّخَ دور المتلقّي في إعادة إنتاج النّصّ بما يتيح له فضاء معرفته و ثقافته و خبرته من قدرة على التّحليل و التّفسير. و على كلّ هذا يقوم بحثنا المعتمد على نصّ روائيّ معاصر لكاتبة سوريّة، هي"غادة السّمّان".
يمثّل الجسد أحد المحاور الأساسيّة التّي دارت حوله نصوص الأدب النّسوي، و درجة الاهتمام به تختلف من نصّ لآخر، و من روائي لآخر، و منهم غادة السّمّان التي احتفت بالجسد في رواياتها، و انهمكت في رسم تفاصيله، و توجعاته، و رغباته، و خفاياه التي تسهم في ازدوا جيته، فاتسمت السّمّان بالجرأة في تسليط الضوء على الجراح. و يأتي هذا البحث بوصفه قراءة للجسد المتوازن بين الرغبة و العادات الاجتماعيّة المفروضة، و لينتهي إلى أنّ جسد الثّقافة يحاول أن يقيم نوعاً من التّوازن و الانسجام النّسبي مع الذّات و العالم الخارجي من خلال اتحاد الذّات مع القيم الاجتماعيّة السّائدة عند أغلب النّاس، و دمجها مع الإرادة الشّخصيّة. و بذلك توصّل البحث إلى أنّ الجسد المتحد مع عالمه الاجتماعي و الثّقافي هو المتحرر من التّجربة المعيشة.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا