تتواجد توضعات الميوسين الأوسط على شكل تكشفات محدودة المساحة في الأطراف الشمالية من حوض نهر الكبير الشمالي و تتميز بتغيرات كبيرة و سريعة في السماكة و السحنة. لقد تركزت هذه الدراسة على نتائج التحليل المستحاثي الدقيق لـ 41 عينة (قاسية و طرية) مأخوذة من
ثلاث مقاطع جيولوجية، تم من خلالها تأكيد النطاقات الرئيسية المميزة للميوسين الأوسط اعتماداً على المنخربات البلانكتونية و هي:
N9, -Orbulina suturalis-Globerotalia peripheroronda
N10-N13-Globerotalia fohsi, Sphaaerodinellopsis subdehiscens- Globigrina drury
N14 – Globigerina nepenthes- Globerotalia siakensis.
كما تم تحديد المنخربات القاعية التي تميزت بتنوعها و تزايد أعدادها في الأطراف الشمالية للحوض النيوجيني و التعرف على الطبيعة الليتولوجية لهذه التوضعات المؤلفة من تناوبات كلسية حوارية و كلسية مارنية، متوسطة القساوة إلى مارنية طرية جداً ذات ألوان متباينة، كما ساهمت هذه الدراسة في الكشف عن بعض معالم التطورات الباليوجغرافية التي طرأت عل الحوض في تلك الفترة من الزمن.
رست 11 عينة من الرمال الشاطئية لمنطقة جنوب طرطوس باتجاه شمال جنوب نقريبا و بمسافة حوالي 15 كم، تم تحديد 27 نوعا من هياكل المنخربات الموجودة فيها، أغلبها كان قاعيا مع سيطرة ملحوظة للهياكل البورسلانية. يزداد غنى هذه الرمال بهياكل المنخربات مع الاقتراب
من خط الشاطئ، كما أن الرمال الناعمة البعيدة عن خط الشاطئ أقل غنى بهياكل المنخربات من الرمال الخشنة الأقرب إلى الشاطئ، و هذا يعود إلى فعل التجوية الذي يشارك فيها عمل الرياح بشكل فعال، حيث يتم تحطم و تكسر الهياكل نتيجة لذلك.
إن مثل هذه العمليات الجيولوجية الحالية يمكن إسقاطها على الزمن الجيولوجي السابق لاسيما البليستوسين، حيث توضع الحجر الرملي بعمليات جيولوجية مشابهة لما يحدث في العصر الحالي.