ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يتناول البحث أسلوبا ً من أساليب التشبيه التي لا نلمحها إلا في أكمام زهور الشعر الخالد، إنه ( التشبيه الدائري)؛ الذي لا يصبر على تفريعاته إلا من أوتي نفساً شعرياً طويلا، و مقدرة فنية عالية، من هنا لم يكن مستغربا ً أن نلحظ ثراءه في شعر الهذليين، إذ كان وجها بارزاً من وجوه تقدمهم في فن الشعر. و في هذا البحث نحاول أن نبين أثر فاعلية التشبيه، و دوره في نقل دقائق المعنى إلى المتلقي في أبهى صورة ، و أجمل حلة , و ذلك من خلال بعض الشواهد من شعر الهذليين ، محاولين أن نقف على مدى براعة شاعرهم في بناء نسيج الصورة الاستدارية ، و في تتبع المعنى الذي تقدمه ، للوقوف على ما يحمله إلى القارئ من أحاسيس الشاعر ، و تجربته الوجدانية .
يقوم هذا البحث على دراسة العلاقة بين القياس و القاعدة النحوية؛ إذ يعد القياس أحد أصول النحو العربي و أركانه في مرحلة التقعيد و بناء الأحكام، و قد انقسم العلماء فيه بين مؤيد و رافض، و كان النحاة أكثر ميلاً إلى القياس من الرواة؛ لأن بحوثهم تقوم على الت شابه الموجود بين الألفاظ و العبارات و الأساليب المستعملة في الكلام الذي رواه الرواة مما سمع عن العرب، فاتخذوا هذا التشابه أساساً بنوا عليه قواعد قياسهم و أصوله، و اهتموا به و عنوا بتبيان أركانه، و إيضاح أنواعه. و قد أدخل أصحاب القياس كثيراً من الكلمات الأجنبية التي عربت في أثناء الفتوحات الإسلامية، و اشتقوا من هذه الكلمات ألفاظاً جديدة على نحو ما يشتقون من الألفاظ العربية المشابهة تبعاً لما تسمح به قواعد القياس فيها. و قد بالغ بعض النحاة في قياسهم حتى غدا بعيداً عن واقع اللغة، و صار ضرباً من الأحاجي و الألغاز، مما أدى إلى النفور من القياس، تبعه نفور من النحو، إذ أصبح القياس هدفاً بذاته، فابتعد عن التقعيد الذي كان غايته الرئيسة، و صار يتجلى بتقعيد الكلام القائم على الفطرة.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا