هدفت هذه القراءة النصية إلى الكشف عن فاعلية الحِجاج في بنية النص
الشعري. و قد تمحورت الدراسة حول بعدين أساسيين هما:
أولاً: البعد النظري؛ و تطرق إلى تحديد مفهوم الحِجاج في البلاغة الأرسطية،
و المعجمية العربية و الدرس البلاغي العربي القديم، فضلاً عن
إلى محاورة آراء
منظري الحجاجية في البلاغة المعاصرة، و كذلك توصيف العلاقة بين الحجاج
و الثقافة، و تحديداً في الدراسات الثقافية.
ثانياً: البعد الإجرائي؛ و نمذج دالية الراعي النميري بوصفها نصاً حجاجياً و سياسياً في آنٍ؛ إذ تكون هذا النص من أربع عتبات نصية حجاجية هي: البين و مفارقات
الحدث، و الرحلة العجائبية و تداعيات المجهول، و الذات الثائرة و الزمن الليلي
المؤرق، و الأنثى اللائمة و الفحولة المقاومة.
و تشكل هذه العتبات النصية علامات نسقية حجاجية توضح حقيقة العلاقة
المتوترة بين الراعي النميري/ صوت المضطهدين و السلطة الأموية ممثلة بالخليفة عبد الملك بن مروان.