ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

من يتّتبع مصطلح (المواربة) في المعجمات اللغوية أو البلاغية و هي دائماً تحمل معنى الدهاء و المخاتلة و الكذب و المغالطة، و من يمعن النظر في شواهدها و الأشعار التي يضربونها أمثلة عليها، يرفض أن يكون هذا المصطلح ذا صلة بالبديع أو بالبلاغة العربية التي عر فناها عند العرب مّتسمة بالوضوح و السلامة و عدم التكّلف أو التعسف. و هذا البحث يقف أمام مصطلح (المواربة) مظهراً عوراته و عيوبه، و مفّنداً آراء البلاغيين فيه من خلال تأّنيه في قراءة الشواهد المتعّلقة بذلك. و هذه الشواهد لا تتجاوز عدد أصابع اليدين مكرورة معادة، بعضها مصنوع و أكثرها لا ينطبق عليه تعريف المواربة حّتى من قِبل أصحاب المصطلح أنفسهم مثل الخطيب التبريزي و ابن أبي الإصبع المصري و السيوطي و غيرهم. و قد رأى البحث استبعاد هذا المصطلح من دائرة الأنواع البديعية التي كانت أحياناً كثيرة وجهاً من وجوه الإعجاز القرآني، و ضم شواهده إلى ما ذكره الأقدمون كابن رشيق القيرواني و أبي هلال العسكري في باب سرعة البديهة و سلامة الارتجال. و بين أن بلاغة العرب و فصاحة لسانهم و جمال الأسلوب و سلامة التفكير عندهم كلّ ذلك يباين المواربة و يراها على النقيض.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا