ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

استطاع (فان تيجم) و (فيكتور جيرمونسكي) في أعمالهما النقدية المقارنة ترسيخ معالم اتجاهين متقاربين نشأةً، و متباعدين إلى حد غير قليل منهجاً، و وسائل بحث . فالأول ممن ساروا على نهج (إبيل فيلمان) في النظر إلى العلاقات الأدبية الدولية نظرةً تاريخيةً سببية ً أكيدة (النظرية التاريخية). و الثاني ممن نهجوا نهج النظرية النمطية (التيبولوجية)، متأثراً بطروحات (أ. فيسيلوفسكي) النقدية، المتأثر بالفلاسفة الألمان، بدءاً من النصف الثاني من القرن الثامن عشر. فطرح مصطلح التشابه و الاختلاف بين الآداب، بوصفه نتيجةً لتشابهٍ أو اختلافٍ في حركة تطور المجتمعات و أحوالها. إلا أن تباعدهما من حيث المبدأ، لم يلغ اتفاقهما في بعض القضايا الجزئية، و اختلافهما في مسائل أخرى. و هذا ما سيحاول البحث النظر إليه، مستعيناً بالاستقراء وسيلة لاستنباط الأحكام، التي أغفلها الدارسون و المهتمون، أملاً بإعطاء كل ذي حقٍ حقه، بحيادية و موضوعية، تعتمد نصوص كلٍ منهما.
تُعد النظرية النقدية - برأي الكثير من المفكرين المعاصرين – من أهم النظريات الفلسفية و الاجتماعية التي أسست لدخول عصر الحداثة و ما بعده، و قد تكون نقدية الفيلسوف الألماني كانط الحجر الأساس في النهضة الأوروبية وفقاً لهذه النظرية، لذلك يحاول هذا البحث ذ و الطابع الفلسفي و الاجتماعي أن يسلط الضوء على أصل نشوء هذه النظرية النقدية منذ بداياتها الأولى حتى عصر النهضة، كما أنه يحاول أن يتتبع تطورها التاريخي و الفلسفي و الظروف الاجتماعية و السياسية المحيطة بها، و ما هو موقف بعض الفلاسفة من هذه النظرية النقدية. بيد أن السؤال الذي يمكن أن نطرحه هنا، هو على الشكل الآتي: هل قامت النظرية النقدية بدورها الاجتماعي و السياسي في المجتمع، و هل ساهمت في التغيير المنشود الذي تسعى إليه في المجتمع. و انطلاقاً من هذا السؤال فإنه يجب علينا أن نتتبع سيرورة تطورها التاريخي، و أن نتعرف على أهم آراء الفلاسفة اللذين قالوا بها.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا