ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يقدِّمُ البحثُ محاولةً لدراسة تقنيَّات الخطابِ و آليَّاته الحِجاجيَّة التي من شأنها أنْ تؤدِّي إلى إقناع المتلقِّي و قبول ما يعرض عليه من أفكار و التسليم بها, و تطبيقِها على نصٍّ تاريخيٍّ, هو: "خطبة عبد الله بن يحيى زعيم الإباضيَّة لمّا استولى على ال يمن", و قد حاول البحث وَضْعَ مقاربةٍ توضِّح جانبي المقولة: النظريَّ, و التطبيقيَّ, و الآليَّاتِ التي تُوظَّفُ في الإقناع. يبدأُ الخطيب باستمالات عاطفيَّةٍ تنطلق من معطياتٍ قبليَّةٍ يتوافقُ عليها المرسِل, و المتلقِّي, يستقيها من مبادئ العقيدة الإسلاميَّةِ التي تثير الخشوعَ و الرهبةَ عندَ المتلقِّي المسلمِ, بوصفِها حججاً جاهزة, ثم يعرض حججاً عاطفيَّةً و عقليَّةً تتوخَّى استدراجَ المتلقِّي, و إشعاره بتلاشي الفوارق الطبقيَّةِ مع المرسِل, و ذلك في إستراتيجيَّاتٍ توجيهيَّةٍ مكَّنتهُ من التأثيرِ في المتلقِّي, و تمريرِ مقاصدِه و أغراضِه, عَبْرَ بعضِ مُعطياتِ اللسانيَّاتِ التداوليَّةِ القائمةِ على الحِجاج, و الأفعالِ الكلاميَّةِ و الأساليبِ التعبيريَّةِ البليغةِ الموظَّفَةِ في سياق الإقناع. و لعلَّ التداوليَّة تكون أمثلَ القراءات في مقاربة خطبة عبد الله بن يحيى, و تحليلِها و كشفِ أدوات الإقناع فيها, بوصفه علماً يدرس اللغة في سياق الاستعمال.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا