الأقمار الاصطناعية تهدد المراصد الفضائية بتلوث ضوئي متزايد

المصدر : INDEPENDENT | السبت , 06 كانون الأول | : 47

أظهرت دراسة جديدة لوكالة "ناسا" أن الزيادة الكبيرة في الأقمار الاصطناعية بالمدار الأرضي المنخفض، على رغم دورها في تحسين الاتصالات تسبب تلوثاً ضوئياً يهدد عمل التلسكوبات الفضائية، مع توقع وصول عدد الأقمار الاصطناعية إلى 650 ألفاً بحلول 2035.

أدت الزيادة الكبيرة في أعداد الأقمار الاصطناعية المتمركزة في مدار منخفض حول الأرض إلى تطورات في مجال الاتصالات، منها توفير خدمات النطاق العريض في المناطق الريفية والنائية في أنحاء العالم، لكنها تسببت أيضاً بزيادة حادة في التلوث الضوئي في الفضاء مما يشكل تهديداً لعمل المراصد الفلكية المدارية، وفق ما أظهرت دراسة جديدة أجرتها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).

تركز الدراسة على أربعة تلسكوبات فضائية منها تلسكوبان يعملان حالياً وآخران يجري العمل عليهما، وتشير إلى أن نسبة كبيرة من الصور التي سيجري التقاطها بواسطة هذه المراصد على مدى العقد المقبل قد تتأثر بالضوء المنبعث أو المنعكس من الأقمار الاصطناعية، التي تشترك معها في المدار المنخفض.

وخلص الباحثون إلى أن نحو 40 في المئة من الصور التي يلتقطها تلسكوب "هابل" الفضائي ونحو 96 في المئة من تلك التي يلتقطها مرصد "سفير أكس"، يمكن أن تتأثر بضوء الأقمار الاصطناعية. وقال الباحثون إن "هابل" سيكون أقل تأثراً بسبب مجال رؤيته الضيق.

والتلسكوبات المدارية عنصر أساس في استكشاف الفضاء، نظراً إلى ما تمتلكه من قدرة على رصد نطاق أوسع من الطيف الكهرومغناطيسي مقارنة بالتلسكوبات الأرضية، وأن غياب التداخل مع العوامل الجوية يمكنها من التقاط صور أكثر وضوحاً للكون، مما يتيح التصوير المباشر للمجرات البعيدة أو الكواكب خارج نظامنا الشمسي.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال عالم الفلك أليخاندرو بورلاف من مركز "أميس" للأبحاث التابع لوكالة "ناسا" في كاليفورنيا وقائد الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر"، "في حين أن معظم تلوث الضوء حتى الآن صادر من المدن والمركبات فإن زيادة مجموعات الأقمار الاصطناعية للاتصالات بدأ يؤثر بوتيرة أسرع على المراصد الفلكية في جميع أنحاء العالم".

وأضاف "خلال وقت ترصد التلسكوبات الكون في مسعى لاستكشاف المجرات والكواكب والكويكبات البعيدة، تعترض الأقمار الاصطناعية في كثير من الأحيان مجال الرؤية أمام عدساتها تاركة آثاراً ضوئية ساطعة تمحو الإشارة الخافتة التي نستقبلها من الكون. كانت هذه مشكلة شائعة في التلسكوبات الأرضية. ولكن كان يعتقد قبل الآن أن التلسكوبات الفضائية الأكثر كلفة والمتمركزة في مواقع مراقبة مميزة في الفضاء، خالية تقريباً من التلوث الضوئي الناتج من أنشطة الإنسان".

وخلال عام 2019، كان هناك نحو ألفي قمر اصطناعي في مدار أرضي منخفض. ويبلغ العدد الآن نحو 15 ألف قمر اصطناعي. وقال بورلاف إن المقترحات المقدمة من قطاع الفضاء تتوقع تمركز نحو 650 ألف قمر اصطناعي في مدار أرضي منخفض خلال العقد المقبل.