تحولات.. من فرع الدبكة في فرع الحزب إلى غيفارا سوريا

المصدر : سناك سوري | الأحد , 07 كانون الأول | : 44

ظهرت نماذج مهمة ومؤثرة في سوريا ما بعد الأسد، تتميز بأنها لا تخجل بتاريخها لكنها تشبح على الآخرين وتلعن سلسفيل تاريخهم، تشعر أن لديها مبررات ومواقفها مشروعة وأن الآخرين يجب مسح الأرض بكرامتهم، معروف عنها بالمزاودة واستيقاظ الضمير المتأخر والانتقال من فرع الدبكة في فرع الحزب إلى غيفارا سوريا.

النموذج الأول، اسمه العلمي “الضفدع النشيط” وهو ناشط حقوقي عجيب تخرّج من كلية الحقوق بعد دراسته أسئلة الدورات وتحقيق معدل 49.1 ومساعدة الجامعة له بـ 0.9 ليتخرج وتخلص منه بعد أن أمضى 11 عاماً في السنة الرابعة دون جدوى.

نشاط الضفدع طالما دار حول فرع حزب البعث في الجامعة، حتى أنه كان يسمى رئيس فرع الدبكة والتطبيل في فرع الحزب بالجامعة. وعندما سقط النظام في 8 كانون الأول لم يشارك بالاحتفالات ليس لأنه لا يريد أن يحتفل لكنه فقط لا يعرف لمن سيدبك ويطبل، وما هي إلا يومين حتى فهم الوضع وبدأ الدبكة والنخ والتمجيد والتبجيل. فهو غير مهتم بالأشخاص اهتمامه منصب على الدبكة والتطبيل، لكنه طور موهبته قليلاً وأضاف لها أنه أصبح ناشط حقوقي مهتم بحقوق الإنسان في عهد النظام الذي كان يطبل له وبدأ بتهديد رفاقه الذين كانوا يلتحقون بحلقات النخ والبدكة بدعوةٍ منه وخوفاً من بطشه، ويتهمهم أنهم فلول وشبيحة. فهو لايجد خجلاً في تاريخه فتركيزه منصب على تاريخ الآخرين.

رحلة التبرير من مجسّمات قطر ومظاهرات المطر إلى الإنكار بالذكاء الاصطناعي

النموذج الثاني، يطلق عليه الكوع المضاعف، وهو عبارة عن صانع محتوى وبلوغر وانفلونسر وفيسبوكر وانستغرامر ويوتيوبر، كان يعمل ليل نهار على تبييض طناجر النظام وتمسيح جوخه وحذائه وأشياء أخرى لزوم المصلحة والشعبية وتسهيل التحرك في البلاد.

لكنه استيقظ يوم 8 كانون الأول فشعر بخدرٍ في يده اليمنى ثم انتفاخ في العروق سرعان ما انتفض لتتدفق الدماء الثورية في شرايينه ويتحول إلى “غيفارا سوريا”، “غاندي الشام”، “مانديلا العاصمة”، فكانت فيديوهاته وفيديوهاتها أول ما نشر في ساحة الأمويين للاستفادة من اللحظة التاريخية بالمشاهدات والتريندات.

الكوع المضاعف حافظ أيضاً على مبادئه في التطبيل والنفاق وتمسيح الجوخ، وكل ما فعله كان تغييرات طفيفة، حذف بعض المنشورات على وسائل التواصل أو حتى تركها لا فرق، فبإمكانه القول “كنا مجبورين”، واستخدام ذات الأساليب في التمجيد والتصفيق، لكن ما يجعله كوعاً مضاعفاً وليس عادياً، أنه بدأ يزاود على الناس في الثورة وحبها والانتماء إليها، ويعتبرهم “جداد ع الثورة”، علماً أنه كان يظن “التنسيقية” لعبة فيديو، وهيئة تحرير الشام رديفة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حتى يوم 8 كانون حين انقلب فأصبح كوعاً مضاعفاً.

خط الدفاع عن الحكومة يهاجم طالباً اشتكى من وزن الحقيبة .. ويحمّل الإندومي المسؤولية

النموذج الثالث، المتحرش، وهو شاب رومانسي حالم جاهز للتطبيق وفتح الأحاديث مع أي أنثى يصادفها عبر وسائل التواصل، ولديه خطة واحدة فقط، أن يبحث في صفحة الفتاة عن مواقفها السياسية ثم ينشر لها اللايكات ويغرقها بتعليقات توافق على رأيها أيّما كان، تمام، معك حق، حكيتي اللي بقلبي.

الظريف في شب الكوبا، أنه لا ينشر شيئاً على صفحته تجنباً لكشف خطته، لكن تعليقاته تكشفه، فهو يوماً من أنصار “قسد” وقدوته في الحياة “مظلوم عبدي”، وفي اليوم التالي هو أموي صميم وحكمته المفضلة دمشق لنا إلى يوم القيامة، وفي مرة أخرى، لا يسمي “السويداء” إلا “جبل باشان” ويستشهد بأقوال شيخنا “الهجري”.

شب كوبا لا يمكن أن تمسكه من طرف، ولا تحاول طبعاً أن تناقشه في السياسة، فالشب لا يملك قضية سوى إرضاء فريسته لفتح حديث أو سهرة على ماسنجر، وحين تكتشف أمره ينتقل لهدف آخر.

هذه نماذج تم اكتشافها لكن أيضاً يوجد الكثير غيرها وكما قال الفيلسوف ملحم في الخربة نحنا مافينا نعيش بلا حزب فهؤلاء أيضاً مافيهم يعيشوا مع شوية تشبيح.