الفتق الجراحي أو الفتق البطني يمكن أن يتطور بعد جراحة البطن، إذ يحدث عندما يبرز جزء من عضو داخلي أو نسيج بطني من خلال الجدار البطني.

معظم حالات فتق الجرح لن تسبب مشكلات خطيرة، لكنها قد تُحدث مضاعفات.

في هذا المقال، نتعرف على فتق الجرح وسبب حدوثه، ونلقي نظرةً على خيارات العلاج ونصائح الوقاية.

الفتق الجراحي هو بروز نسيج البطن أو أجزاء من الأعضاء من خلال الجدار البطني، عادةً ما تظهر بالقرب من ندبات جراحية على البطن.

تشير مقالة عام 2020 في معهد الجودة والكفاءة في الرعاية الصحية، إلى أن الفتق الجراحي يمكن أن يتطور بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات من جراحة البطن. وقد يلاحظ الأشخاص وجود كتلة قريبة من ندبة بطنية، خصوصًا عند السعال أو توتّر البطن بأية طريقة.

معظم حالات فتق الجرح ليست خطيرة. مع ذلك، يمكن أن يزيد حجم الفتق مع مرور الوقت، ما قد يؤثر على التنفس الطبيعي والحركة. الفتق الكبير يمكن أن يكون أصعب في إجراء العملية عليه مقارنةً بالفتق الصغير.

قد يحتاج الأشخاص إلى جراحة لإصلاح الفتق الجراحي. أما إذا كان الفتق الجراحي صغيرًا ولا يسبب أية مشكلات، ولديه فرصة منخفضة لإحداث مضاعفات، فقد لا يحتاج الأشخاص إلى جراحة.

في حالات نادرة، يمكن أن تتداخل إمدادات الدم مع النسيج البطني البارز. وهذه حالة طبية عاجلة، تحتاج إلى علاج طبي فوري.

إذا لاحظ الأشخاص الذين أجروا جراحةً بطنيةً سابقة أيًا من الأعراض التالية، فقد يكون ذلك علامةً على وجود فتق الجرح:

غالبًا ما تظهر هذه الأعراض على طول الندبات العمودية.

في معظم الحالات، يشفى الجدار البطني جيدًا بعد الجراحة. ومع ذلك، قد لا يشفى الجدار البطني بإحكام كما يجب في بعض الحالات.

وهذا يعني أن الجدار البطني يكون أضعف حول منطقة الندبة وغير قادر على البقاء متماسكًا ضد ضغط البطن. يمكن للأنسجة البطنية أو الأمعاء أو الأعضاء أن تدفع من خلال المنطقة المضعفة وتبرز خارجًا.

وفقًا لكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، هناك فرصة بنسبة 33٪ لتطور فتق جراحي بعد جراحة البطن. ويمكن أن يحدث الفتق الجراحي في أي وقت بعد الجراحة، لكن من المرجح أن يحدث في الفترة من 3 إلى 6 أشهر.

تستطيع بعض العوامل زيادة خطر تطوير فتق الجرح بعد الجراحة. إذ تزيد احتمالية تطور الفتق الجراحي إذا قام الشخص بأنشطة مجهدة أو مبكرة بعد الجراحة، أو إذا حملت المرأة بطفل أو زاد وزنها. يمكن أن يزيد ذلك من الضغط على البطن قبل أن يشفى تمامًا.

تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من الخطر:

يمكن أن يختلف علاج الفتق الجراحي اعتمادًا على كل حالة فردية. سيأخذ الطبيب في اعتباره الصحة العامة للشخص، وموقع الفتق وشدته، ومستويات النشاط البدني للفرد.

يعتمد العلاج أيضًا على ما إذا كان فتق الجرح قد أثر على أي جراحة بطنية سابقة، فقد يحتاج الجراح إلى إصلاح الجراحة الأصلية قبل معالجة الفتق.

إذا كان الفتق صغيرًا وليست له مشكلات وليس من المرجح أن يسبب أي مضاعفات، قد لا يحتاج الأشخاص إلى جراحة. ويمكنهم ارتداء حزام حول البطن لدعم الجدار البطني.

إذا لوحظ وجود الفتق الجراحي في غضون بضعة أسابيع بعد جراحة البطن، قد ينتظر الطبيب لمنح الجدار البطني وقتًا للشفاء والتعافي.

إذا احتاج شخص ما إلى علاج جراحي، فيوجد نوعان من الجراحة التي يمكن أن يخضعوا لها:

سيفتح الجراح البطن لدفع الأنسجة البطنية البارزة مرةً أخرى إلى البطن. وقد يضع أيضًا شبكةً على المنطقة المضعفة لتقوية الجدار البطني، ما يقلل من خطر عودة الفتق.

سيثقب الجراح في عدة نقاط صغيرة في البطن ويدخل أنبوبًا صغيرًا مع كاميرا مرتبطة بنهايته. وهذا يتيح له رؤية داخل البطن وإجراء الجراحة دون فتح البطن. بعد إصلاح الفتق والضرر في الجدار البطني، قد يُثبت أيضًا شبكةً على الجدار البطني لتقويته.

بعد الجراحة، سيتعين على الأشخاص اتخاذ احتياطات معينة للسماح للجدار البطني بالشفاء.

تشير المقالة التي نشرت عام 2020 إلى أنه إذا كان لدى الأشخاص جراحة بالمنظار، قد يحتاجون إلى تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة النشاط البدني المجهد لمدة 6 أسابيع بعد الجراحة.

إذا كان لدى الأشخاص جراحة مفتوحة، قد يحتاجون إلى تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة النشاط المجهد لمدة 3 أشهر بعد الجراحة.

في أثناء التعافي من الفتق الجراحي، يجب:

سيأخذ الطبيب التاريخ الطبي ويجري الفحص الجسدي لتشخيص الفتق الجراحي.

علامات قد يبحث عنها الطبيب والتي يمكن أن تشير إلى وجود الفتق الجراحي تشمل:

قد تساعد الإجراءات التالية في منع الفتق الجراحي بعد الجراحة البطنية:

في بعض الحالات، قد ينصح الطبيب بارتداء حزام بعد الجراحة البطنية. ما يساعد في دعم الجدار البطني. لكن ليس هناك دليل واضح على أن هذا سيمنع الفتق الجراحي.

إذا كان لدى الأشخاص مخاطر أعلى للإصابة بالفتق الجراحي بعد الجراحة، فقد يضع الجراح شبكةً سلكيةً فوق الجدار البطني. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل مخاطر الإصابة بالفتق الجراحي، ولكن قد يسبب أعراضًا مثل الألم المزمن.

معظم الفتوق الجراحية قابلة للتصحيح، وهذا يعني أنه يمكن أن يدفع الطبيب الانتفاخ مرة أخرى إلى داخل البطن. ومع ذلك، يمكن أن تحدث مضاعفات تتضمن الفتوق المحتجزة والفتوق الملتوية.

يجب على الأشخاص أن يطلبوا الرعاية الطبية الفورية إذا شعروا بأي من الأعراض التالية:

يمكن للطبيب المختص إجراء اختبارات الدم واختبارات التصوير لفحص وجود فتق محتجز أو ملتوٍ. يمكن أيضًا استخدام هذه الاختبارات للتحقق من وجود عدوى أو موت الأنسجة أو انسداد في البطن.

إذا كان لدى الأشخاص أي أعراض تشير إلى وجود الفتق الجراحي، يمكنهم الاتصال بالطبيب للحصول على تشخيص وخطة علاج. ويجب على الأشخاص أن يلجؤوا إلى الرعاية الطبية الطارئة إذا شعروا بأي أعراض تشير إلى وجود الفتق الملتوي.

في معظم الحالات، ليست الفتوق الجراحية خطيرة. لكن قد يحتاج الأشخاص إلى عملية جراحية لعلاج الفتوق الجراحية الكبيرة والمشكلات الأكبر. وقد يحتاجون إلى عملية جراحية بالمنظار أو عملية جراحية مفتوحة لإصلاح الفتق الجراحي.

تُعد الجراحة بالمنظار أقل تدخّلًا، وقد تكون لها فترة استشفاء أسرع من الجراحة المفتوحة. علمًا أن تجنب النشاط البدني الزائد بعد الجراحة يمكن أن يساعد على شفاء الجدار البطني على نحو أفضل.

يمكن أن يعود الفتق الجراحي بعد العلاج. فقد يعاني خمسة من كل 100 شخص من فتق جراحي آخر بعد الجراحة لعلاج الفتق الأول.

اقرأ أيضًا:

الالتصاقات الطبيعية قبل وبعد الجراحة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

النساء أكثر عرضة للوفاة بعد الجراحة إذا كان الجراح ذكرًا!

ترجمة: عقيل الحسن

تدقيق: جنى الغضبان

المصدر

الفتق الجراحي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
أعلن في شمرا