تُسمى عملية إزالة السائل المسمى بالخلط الزجاجي (أو الزجاجية) داخل مقلة العين باستئصال الزجاجية، وتُجرى هذه العملية لكثير من الأسباب، عادةً ما تكون للوصول إلى الشبكية، وهي طبقة نسيجية خلف العين متصلة بالعصب البصري ترسل إشارات إلى الدماغ ما يسهم في الرؤية.

يبلغ معدل نجاح العملية 90% تقريبًا حتى لدى المرضى الذين تجاوزوا سن الستين، وتُجرى في حال إصابة الخلط الزجاجي بعدوى أو التهاب، أو امتلائه بالدم أو قطع نسيجية صغيرة تدعى العوائم، ويساعد استئصال الزجاجية أيضًا على معالجة الحالات التي تصيب الشبكية أو داخل المقلة مثل: النزف، والالتهابات كالتهاب باطن العين، وإعتام عدسة العين، وتجعدات الشبكية وإدماعها وانفصالها عن مكانها وعومها حول العين، وأذيات العين الشديدة، إضافةً إلى اعتلال الشبكية السكري الذي يحدث عند تضرر الشبكية من مضاعفات الداء السكري، والثقب البقعي الذي يحدث عند تلف النسيج الشبكي المسؤول عن الرؤية الدقيقة.

استئصال الزجاجية: الدواعي والإجراء والمخاطر والمضاعفات

يُوصى بأخذ إجازة من العمل واصطحاب مرافق قبل الذهاب إلى المستشفى أو العيادة لاستئصال الزجاجية، ويُنصح بالامتناع عن تناول الطعام أو الشراب قبل ثمان ساعات من العملية الجراحية.

يُعطى المريض بعد قبوله وتحضيره للعملية مخدرًا موضعيًا خفيف التأثير، إلا في حال تفضيله للتخدير العام نتيجة القلق من العملية، لكن لا ينصح الأطباء به بسبب تأثيراته الجانبية ومخاطره العالية.

يحرص الجراح في أثناء العملية على بقاء الجفون مفتوحة بالكامل، يبدأ الجراح بإحداث شق في الطبقة الأولى من نسيج العين، ثم شق آخر في النسيج الأبيض من العين المسمى بالصلبة، يُدخِل الجراح بعدها القاطعات والمقصات والملاقط داخل أحد الشقوق، ثم يُدخِل إنارة من الألياف البصرية عبر أحد الشقوق الأخرى ليتمكن من الرؤية داخل العين، ثم يزيل الخلط الزجاجي وأية أنسجة ضرورية ويضع مكانها مادة أخرى مثل الغاز أو الهواء أو المحلول الملحي، وفي النهاية تنتج العين سائلًا بطريقة طبيعية لتستبدله بها.

ثم تُجرى أي جراحات لمعالجة الشبكية أو إزالة النسيج التالف من العين، مثل استخدام الليزر لتصحيح أي مشكلة في الشبكية. ويتبع ذلك عملية إزالة الأدوات المستخدمة وخياطة الشقوق المحدثة في العين، وقد لا يحتاج الطبيب إلى استخدام الغرزات في معظم الحالات.

يراقب الطبيب حالة المريض ويعلمه بالوقت المناسب للخروج من المستشفى، عادةً ما يكون في نفس اليوم أو في اليوم التالي لدى إجراء عمليات أخرى. ويُنصح بالالتزام بالتعليمات التالية:

تُوصف بعدها مسكنات للألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية وأشهرها الإيبوبروفين لمعالجة آلام أو تقرحات العين، وقد يُطلب منك أيضًا ارتداء رقعة للعين لبضعة أيام.

تستطيع العودة لممارسة نشاطاتك المعتادة في غضون بضعة أيام، لكن قد تمتد تلك الفترة إلى بضعة أسابيع إن كانت العملية الجراحية واسعة.

يُعد استئصال الزجاجية عملية بسيطة فعالة تحمل القليل من المخاطر والمضاعفات، لكنها ترتفع في حال إجرائها لإصلاح ضرر واسع في العين أو الشبكية.

تشمل المضاعفات المحتملة للعملية:

يُعد استئصال الزجاجية عملية منخفضة الخطورة مع معدل نجاح كبير تمكن من معالجة الكثير من الحالات المرضية التي تصيب العين.

قد تتحسن الرؤية في بعض الحالات إن كان الدم أو المواد في الخلط الزجاجي تسبب رؤية ضبابية أو مشوشة. عليك التحدث إلى طبيبك بشأن درجة التحسن المتوقعة في قدرتك على الرؤية قبل إجراء العملية.

اقرأ أيضًا:

التجعد البقعي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

اعتلال الشبكية السكري: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: بشار ياسر محفوض

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: نغم رابي

المصدر

استئصال الزجاجية: الدواعي والإجراء والمخاطر والمضاعفات
أعلن في شمرا

الأكثر قراءة