عقيدة العدوان- بقلم: منهل إبراهيم

تمر المنطقة بمرحلة مخاض صعبة جداً، مرحلة يتطلب التعامل معها بدقة وحذر شديدين، وليس خافياً بأن مجموعة من الثوابت السوداء تحكم سلوكيات العدو الصهيوني والمحتلين الأمريكي والتركي وتحدد مسار حركتهم العدوانية والبهلوانية التي لا يحيدون عنها في المنطقة، هذه الثوابت كلها محكومة بعقيدة واحدة، وتدور حول محور واحد يحدد إيقاعات العدوان المستمر.

سُئل الإرهابي “ميناحيم بيغن” وهو قائد عصابة “الأرغون” التي اقترفت مذبحة دير ياسين، ذات مرة عن حدود كيان “إسرائيل”, فأجاب بكل صلف ووقاحة (الدبابات هي التي تحدد هذه الحدود)، هي عقلية التوسع والعدوان التي قام عليها هذا الكيان وزبانيته ومظاهرها مستمرة إلى يومنا هذا، وأصابع الدعم التركي الأمريكي فيها واضحة للعيان.

سلوك العدوان المتواصل تجسيد بشع وإجرامي للعقيدة الصهيونية المدعومة غربياً، والصراع مع العدو المحتل صراع مصيري ووجودي، و”إسرائيل” دوماً دأبت على اتباع نهج دموي لتحقيق أهدافها امتزجت به المصالح بالضغينة العقائدية، والعدوان الإسرائيلي المستمر على مواقع في سورية يؤكد ذلك.

جرائم الكيان الصهيوني وداعميه ليست بجديدة، فلقد تلطخت أيدي الصهاينة بدماء الأبرياء منذ عقود على امتداد جغرافيا المنطقة والعالم، وتحت حماية اليد الغربية الآثمة، ويستمر الصلف والإجرام الغربي الصهيوني دون توقف.

عقيدة العدوان الصهيونية ستطال الجميع في المنطقة إن لم يتم وضع حد لها ولجم متزعميها، ومن يدعمهم من دول غربية، و “إسرائيل” في النهج الاستعماري والدموي تستمد نظرياتها التوسعية الهمجية من مدارس عسكرية غربية تقوم قواعدها على عقيدة الحروب والفوضى واستدامة مظاهر العدوان.

يستمر الحال إلى يومنا هذا مع سفاحي الغرب والكيان الصهيوني دون أي محاكمة لمجرمي الحرب ودون أي رادع، فالمجتمع الدولي لم يحرك ساكناً رغم أوجه العدوان والحصار التي تطال سورية ودول كثيرة في المنطقة والعالم، ومجلس الأمن اليوم أشبه بهيئة عجماء، بل تحول إلى صنم لاقوة له ولا حراك، ومصادر من دول غربية نهجها العدوان والتعتيم على الحقائق، وهي من تتحكم بكل ما يصدر عن هذا المجلس من قرارات، ناهيك عن الفيتو الأمريكي الذي يدعم الجلاّد على حساب الضحية.

أعلن في شمرا