عرقلت روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن لتمديد آلية إيصال مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وبررت موسكو أن المشروع "يشكل تحديًا لإرادة دمشق"، في حين أعلنت واشنطن أسفها إزاء الموقف الروسي.

شحنة مساعدات من الأمم المتحدة تدخل سوريا عبر معبر باب الهوى مع تركيا

شحنة مساعدات من الأمم المتحدة تدخل سوريا عبر معبر باب الهوى مع تركيا

استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" اليوم الجمعة (الثامن من تموز/يوليو 2022) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا بدون موافقة دمشق لعام واحد.

وحظي القرار، الذي أعدته أيرلندا والنرويج، بتأييد 13 من أصل 15 دولة هي أعضاء في مجلس الأمن، بينما امتنعت الصين عن التصويت، بعد مجاراتها روسيا في الماضي لجهة استخدام حق النقض، الأمر الذي رحب به الغربيون. ويحتاج أي قرار إلى موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.

وتنتهي صلاحية تفويض مجلس الأمن لإيصال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود يوم الأحد، والتفويض ساري المفعول منذ عام 2014 ويسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية لأكثر من 2,4 مليون نسمة في منطقة إدلب (شمال غرب) الخاضعة لسيطرة جماعات جهادية ومعارضة.

واعتبر مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن "المشروع يشكل تحديًا لسيادة دمشق"، مبديًا أسفه لـ"تعنت" الدول الغربية وإصرارها على تمديد آلية المساعدات لعام. وذكر بأن بلاده عرضت مشروع قرار على مجلس الأمن ينص على التمديد لستة أشهر. ولا يزال أمام أعضاء مجلس الأمن فرصة للتوصل إلى أرضية تفاهم قبل مساء الأحد، وفي أسوأ الأحوال الإثنين، وفق المراقبين.

وعبرت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن أسفها إزاء الموقف الروسي. وقالت إن المشروع هو "نص تسوية" اقترحته النرويج وأيرلندا، موضحة أن ستة أشهر لا تكفي لضمان إيصال مساعدة جدية للسكان، ومؤكدة أن الأمر يتطلب "جدولًا زمنيًا واضحًا". وباسم الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس، أعلنت كينيا قبل التصويت أن هذه المجموعة "تؤيد" تمديد آلية المساعدات لاثني عشر شهرًا.


ومنذ الأربعاء، يخوض الأعضاء الـ 15 في المجلس مفاوضات متواصلة في محاولة لتجاوز مأزق الفترتين الزمنيتين المتباينتين بين الغربيين وروسيا، ولكن من دون جدوى. وتضمن النص تمديدًا لستة أشهر حتى العاشر من كانون الثاني/يناير 2023 "مع تمديد لستة أشهر إضافية، حتى العاشر من تموز/يوليو 2023 إلا إذا قرر المجلس خلاف ذلك".

كذلك، تم إقران التمديد بـ"تقرير أساسي" يقدمه الأمين العام للأمم المتحدة حول شفافية شحنات المساعدة والتقدم الذي أحرز على صعيد تأمين مساعدة من دمشق عبر خطوط الجبهة، إضافة إلى التقدم الذي سجل على صعيد "مشاريع إعادة تأهيل سريعة على صلة بالحاجات الإنسانية".
من جهتها، اقترحت موسكو في مشروعها تمديدًا "لستة أشهر حتى العاشر من كانون الثاني/يناير 2023" مع إمكان "التمديد لستة أشهر إضافية، حتى العاشر من تموز/يوليو 2023، الأمر الذي يتطلب قرارًا منفصلًا".
وعمدت موسكو في الأعوام الأخيرة إلى استخدام حق النقض مرارًا في ما يتعلق بالأزمة السورية. وفيتو الجمعة هو السابع عشر الذي تلجأ إليه منذ اندلاع الحرب في سوريا في 2011. ومارست عشرات المنظمات غير الحكومية ومسؤولون كبار في الأمم المتحدة ضغوطًا في الأسابيع الأخيرة على أعضاء مجلس الأمن لتمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لعام إضافي.
م.ع.ح/خ.س (أ ف ب، رويترز)

أعلن في شمرا