بيربوك تدعو حكومة الشرع للسيطرة على المتطرفين في صفوفها
٢٠ مارس ٢٠٢٥بعد أعمال عنف في غرب البلاد راح ضحيتها المئات من الأقلية العلوية، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الخميس (20 مارس/ آذار 2025) من دمشق السلطات في سوريا إلى السيطرة على العناصر المتطرفة في صفوفها.
وقالت بيربوك خلال مؤتمر صحفي بعد لقائها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في دمشق: "من الضروري ضبط الجماعات المتطرفة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم"، مضيفة: "ينبغي الحؤول دون أي محاولة جديدة للتصعيد".
وجاءت زيارة بيربوك التي أعادت خلالها افتتاح السفارة الألمانية المقفلة منذ العام 2012، بعد أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل اعتبارا من السادس من آذار/مارس، اتهمت السلطات مسلحين موالين للأسد بإشعالها عبر شن هجمات دامية على عناصرها.
وأسفرت العملية العسكرية ضد أنصار الأسد في المنطقة عن مقتل المئات - بما في ذلك العديد من المدنيين، وهو ما تسبب في إثارة انعدام الثقة من جديد. وقالت بيربوك إن الفظائع كانت مأساوية وأظهرت "إلى أي مدى وصلت البلاد إلى حافة السكين". ألمانيا لديها "مصلحة قصوى في استقرار سوريا"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وفي دمشق وبعد إعادة فتح السفارة الألمانية هناك، والتي سيتواجد بها أربعة دبلوماسيين ألمان للمساعدة في استقرار وإعادة بناء البلد الذي تضرر بشدة، قالت بيربوك إنها أبلغت الإدارة السورية الجديدة بأن "المهمة تقع على عاتقهم الآن لتحويل الأقوال إلى أفعال، وكذلك تقع على عاتقهم مهمة السيطرة على الجماعات المتطرفة داخل صفوفهم ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم".
وأعلن المبعوث الألماني إلى سوريا شتيفان شنيك في منشور على صفحته بمنصة اكس، بأن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أعادت اليوم افتتاح السفارة الألمانية في سوريا رسميا، مضيفا "يسعدنا العمل عن كثب مع جميع السوريين من أجل سوريا أفضل".
وأشار إلى أن فريق السفارة لا يزال صغيرا، لذا "ستبقى شؤون التأشيرات والقنصليات تدار من بيروت للفترة المقبلة".
وصفت بيربوك الوضع في سوريا بأنه "متقلب"، معتبرة أن البلاد تمرّ "في مرحلة حساسة" في سعيها لتحقيق الاستقرار بعد سنوات من نزاع مدمّر.
وقالت إن العديد من الأطراف داخل البلاد وخارجها تحاول "إفشال هذا المسار السياسي السلمي". وتابعت "كأوروبيين، لن ندعم تصاعدا جديدا للكيانات الإسلامية المتشددة".
ودعت إلى تقاسم السلطة بما يضمن أن تشعر جميع المجموعات، بما في ذلك الدروز والعلويون والمسيحيون وغيرهم، بأنهم "جزء من سوريا جديدة ويشارك فيها الجميع".
واعتبرت أن مشاركة النساء ستكون "مؤشرا أساسيا على ذلك، فالنساء يشكّلن نسبة 50% من السكان". وأضافت "هدفنا المشترك هو ألّا تنزلق سوريا مجددا إلى الحرب الأهلية".
وقالت إن الاستثماران الخاصة التي تحتاجها سوريا في طريقها للتعافي من تداعيات النزاع "لن تأتي إلا عند ضمان وجود دولة مستقرة وقادرة على العمل، ألا يكون هناك عنف وفوضى مرة أخرى، وألا يُجبر الناس على الفرار مرة أخرى".
وقامت الوزيرة الألمانية بزيارة حي جوبر الدمشقي والذي تعرض لدمار كبير خلال سنوات الحرب السابقة في سوريا. وكانت دول الاتحاد الأوربي أغلقت سفاراتها في دمشق بداية عام 2012 بعد تصاعد الاحتجاجات في سوريا التي اندلعت في منتصف شهر مارس/آذار عام 2011.
وحتى قبل وصولها إلى دمشق، كانت بيربوك قد وعدت السوريين باستمرار المساعدات الإنسانية وتخفيف العقوبات بشكل أكبر - ولكن بشروط فقط.
وأضافت الوزيرة المنتهية ولايتها "إن بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا، وبين ألمانيا وسوريا، أمر ممكن ولكن هذا يرتبط أيضًا بتوقعات واضحة مفادها أن الحرية والأمن والفرص في سوريا تنطبق على جميع الناس - النساء والرجال، وأفراد جميع الأعراق والأديان".
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ )