يمكن أن تحدث عدوى الأسنان عندما تدخل البكتيريا إلى العصب أو الأنسجة الرخوة للأسنان، التي تسمى “اللب”. وقد يحدث هذا من تسوس الأسنان أو إصابةٍ أو إجراءات سنية سابقة.
ومع أنه نادر الحدوث أن تؤدي عدوى الأسنان إلى الوفاة، فإنه يُمكن أن تنتشر عدوى الأسنان غير المعالجة إلى أنسجة أخرى في الجسم في غضون أسابيع أو شهور وتؤدي إلى مضاعفات محتملة تهدد الحياة.
سنغطي في هذا المقال كيف يمكن أن تؤدي عدوى الأسنان إلى الوفاة، والمدة التي قد تستغرقها، ومتى يجب الذهاب إلى المستشفى.
في لندن خلال القرن السابع عشر، تم إدراج عدوى الأسنان في الترتيب الخامس أو السادس لأسباب الوفاة؛ وحتى عام 1908 كانت عدوى الأسنان تنتهي بالوفاة ما بين 10٪ إلى 40٪ من الحالات.
بسبب التقدم في الطب وصحة الأسنان، أصبح الموت من عدوى الأسنان الآن نادرًا للغاية، ومع ذلك، ما يزال من المهم طلب الرعاية العاجلة في حال وجود عدوى في أحد الأسنان، فعندما تُترك دون علاج، يمكن أن تنتشر عدوى الأسنان إلى مناطق أخرى من الجسم، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة، بما في ذلك:
كم من الوقت تحتاج عدوى الأسنان لكي تؤدي إلى الوفاة؟
يمكن أن يختلف مقدار الوقت الذي تستغرقه عدوى الأسنان لتسبب الوفاة. سنقوم بتقسيم هذا السؤال بمزيد من التفصيل.
قد يستغرق ظهور الخراجات الناتجة عن تسوس الأسنان عدة أشهر. وذلك لأن عملية التسوس قد تستغرق بعض الوقت للوصول إلى اللب الموجود في مركز السن وإتلافه.
ولكن قد يسمح حصول إصابة في السن للبكتيريا بدخول السن بوقتٍ أقل. يمكن أن يحدث هذا بسبب إصابات مثل كسر الأسنان أو تشققها.
بمجرد تكون الخراج، يبدأ الشعور بألم متقطع وخفقان حول السن المصاب. هذه علامة تحذير على وجود خطأ ما. ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكون ألم أسنان موجود مسبقًا بسبب النخر قبل أن يتطور إلى خراج.
غالبًا ما تشرح دراسات الحالة أن حدوث مرض خطير أو وفاة بسبب عدوى الأسنان يحصل في حالات أوجاع الأسنان المستمرة التي تستمر لأسابيع أو شهور دون طلب الرعاية العاجلة أو الطارئة.
في العديد من دراسات الحالات، عولجت آلام الأسنان بالمضادات الحيوية خلال هذا الإطار الزمني. ومع ذلك، فإن المضادات الحيوية وحدها ليست فعالة عادةً في علاج خراج الأسنان. إذ يجب علاج تسوس الأسنان أيضًا، إما بقلع السن أو معالجة قناة الجذر إذا كان السن قابلًا للإصلاح.
عندما يظل خراج الأسنان دون علاج لأسابيع أو شهور، فقد ينتشر إلى مناطق أخرى مثل الفك والرقبة والدماغ. يمكن أن يسبب هذا أعراضًا خطيرة مثل صعوبة البلع وصعوبة التنفس وعدم القدرة على فتح الفم.
في هذه المرحلة، إذا لم يتم تلقي الرعاية، يمكن أن تحدث الوفاة بسرعة، وأحيانًا في غضون أيام.
هناك العديد من عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من فرص حدوث مضاعفات من خراج الأسنان، بما في ذلك:
عدوى الأسنان لا تزول من تلقاء نفسها، بل تحتاج إلى العلاج في الوقت المناسب حتى لا تنتشر.
راجع طبيب الأسنان إذا لاحظت أعراضًا مثل:
يمكن أن تشير بعض الأعراض إلى أن عدوى الأسنان أصبحت خطيرة، قم بزيارة مركز الرعاية العاجلة أو غرفة الطوارئ إذا ظهرت عليك أعراض إضافية مثل:
إذا كان هناك شيء لا يبدو على ما يرام، فلا تتردد في طلب الرعاية، حتى إن لم تكن أعراضك ناتجة عن عدوى بالأسنان، فقد تكون ناجمة عن حالة صحية أخرى تتطلب علاجًا فوريًا.
تشمل خيارات العلاج لعدوى الأسنان ما يلي:
التجريف: سيقوم طبيب الأسنان بعمل شق صغير في اللثة لتصريف الخراج. ومع ذلك، يتم استخدام هذا عادةً كإجراء مؤقت، وغالبًا ما تكون هناك حاجة إلى مزيد من العلاجات.
معالجة قناة الجذر: خلال هذه العملية، يُزال اللب المصاب من السن؛ يتم تنظيف الجزء الداخلي من السن وتعبئته بعناية، ثم يوضع التاج للمساعدة في ترميم السن.
خلع الأسنان: في الحالات التي لا يمكن فيها إنقاذ السن المصابة من خلال معالجة قناة الجذر، يمكن خلعها بدلًا من ذلك.
مضادات حيوية: المضادات الحيوية هي الأدوية التي يمكن أن تقتل البكتيريا، ويتم استخدامها في بعض الأحيان لعلاج التهابات الأسنان. اعتمادًا على شدة الإصابة، قد توصف المضادات الحيوية الفمو أو المضادات الحيوية الوريدية (IV). تجب أيضًا معالجة قناة الجذر أو قلعها مع المضادات الحيوية.
أثناء انتظار تلقي العلاج، يمكن تجربة العلاجات المنزلية التالية للمساعدة في تخفيف الأعراض:
تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تهيج الأسنان المصابة مثل:
العلاجات المنزلية المذكورة أعلاه للاستخدام فقط عندما تنتظر العناية الطبية لعدوى أسنانك. لا ينبغي استخدامها بديلًا عن طلب العلاج.
من الممكن أن تؤدي عدوى الأسنان إلى مضاعفات خطيرة أو قد تهدد الحياة. تتضمن بعض الأمثلة تعفن الدم وذبحة لودفيج وتجلط الجيوب الكهفية.
إذا لم تعالج عدوى الأسنان، فيمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم على مدى أسابيع أو شهور ويمكن أن يسبب هذا أعراضًا خطيرة مثل الحمى أو صعوبة التنفس أو صعوبة البلع.
يمكن أن تحدث الوفاة بسرعة عند عدم تلقي رعاية فورية.
عندما تحدث عدوى بالأسنان، ستشعر بالألم ويُلاحظ تورمٌ حول السن المصابة؛ هذه إشارة لتحديد موعد مع طبيب الأسنان لإجراء فحص. يمكن علاج العديد من التهابات الأسنان بشكل فعال بمعالجة قناة الجذر أو قلع السن.
اقرأ أيضًا:
الخراج بين اللثة والأسنان: ما أسباب وعلاج خراج اللثة والأسنان
ما هو التهاب اللب السني؟
ترجمة: عمار يوسف
تدقيق: آلاء رضا
المصدر
