النخر اللاوعائي هو داء يصيب العظام. النخر مصطلح عام يعني موت الخلية. تسمى النخر اللاوعائي أيضًا: النخرة العظمية، النخرة العقيمة، نخر العظم الإقفاري، احتشاء العظم.
قد يؤدي النخر اللاوعائي إلى آلام مفصلية خاصةً في الورك.
تحدث الأذية العظمية نتيجة نقص التروية الدموية للخلايا العظمية، الأمر الذي ينجم غالبًا عن إصابة ما، ومن الشائع أن يحدث بسبب الأذية الحاصلة نتيجة شرب الكثير من الكحول أو تناول الستيروئيدات القشرية في سياق تدبير حالة مزمنة.
من دون المعالجة، قد تزول المسافة الفاصلة بين المفاصل وقد تفقد العظام قوامها الأملس وقد يتطور الأمر إلى حالة فُصال عظمي. يحتاج بعض الأشخاص المصابين بالنخر اللاوعائي إلى جراحة لاستبدال المفصل.
عظم الورك هو المفصل الأكثر إصابةً بالنخرة اللاوعائية. عادةً، يصيب النخر اللاوعائي مفصل الركبة أيضًا. ويصيب بنسبة أقل العظام في الكتف، الرسغ، الكاحل، اليدين، أو القدمين.
قد لا يسبب النخرة النخر اللاوعائي أعراضًا بمراحلها المبكرة. قد تتطور الأعراض مع موت الخلايا العظمية وتقدم المرض بهذا الترتيب تقريبًا:
قد تزداد شدة الألم بنسبة كبير نتيجة للكسور الدقيقة التي تحدث في العظم أو الكسور المجهرية. قد تسبب انهدام العظم. في النهاية قد يتخرب المفصل وتتطور الحالة إلى التهاب المفصل.
يختلف طول الفترة الفاصلة بين ظهور الأعراض الأولى وعدم القدرة على تحريك المفصل، تتراوح عمومًا من بضعة أشهر إلى أكثر من عام، قد تكون الأعراض ثنائية الجانب أي في كلا الطرفين.
إذا تطور النخر اللاوعائي في منطقة الفك فإن الأعراض تشمل العظام المكشوفة في الفك وتتميز بألم أو صديد أو كليهما.
السبب الرئيسي للنخرة اللاوعائية هو الأذية التي تبطئ أو توقف وصول الدم للعظام. عوامل خطورة النخر اللاوعائي والأسباب الشائعة الأخرى: شرب كميات كبيرة من الكحول، التدخين، تناول جرعات عالية من الستيروئيدات القشرية فترةً زمنية طويلة مثل البريدنيزون والكورتيزون، إذ تزيد تركيز المواد الدسمة في الدم ما يسبب انسداد الشرايين، أمراض الطفولة متضمنةً داء بيرتس -الداء العظمي الغضروفي في مشاش الفخذ.
سبب عدم وصول الدم للعظم ليس واضحًا على الدوام، ففي بعض الأحيان يصيب النخر اللاوعائي الأشخاص الأصحاء. قد تظهر تلقائيًا فيما يبدو دون سبب.
تتضمن بعض أسباب النخر اللاوعائي الأقل شيوعًا ما يلي:
يطور الرجال الإصابة بالنخر اللاوعائي أكثر من النساء عادةً إلا في حال كان السبب إصابة رضية أو الإصابة بالذئبة. غالبًا ما يصاب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا. لكن يمكن للأشخاص في أي عمر أن يطوروا إصابة بالنخرة اللاوعائية.
قد يفحصك طبيبك بحثًا عن النخر اللاوعائي إذا كنت تعاني آلامًا في منطقة محددة. لإلقاء نظرة على عظامك فإن طبيبك قد يوصي بإجراء واحدة أو أكثر من الاختبارات التصويرية التالية:
الأشعة السينية: قد تبدو صورة الأشعة السينية طبيعية في المراحل المبكرة من النخرة اللاوعائية. إذا كنت تعاني النخر اللاوعائي فمن المحتمل أن يستخدم طبيبك التصوير بالأشعة السينية لمتابعة تطور المرض.
التصوير بالرنين المغناطيسي: قد يساعد هذا النوع من التصوير في تحديد النخر اللاوعائي في مراحلها المبكرة جدًا قبل ظهور الأعراض. وأيضًا يظهر مقدار الإصابة العظمية.
التصوير المقطعي المحوسب: يعطي صورة ثلاثية الأبعاد للعظام، لكنه أقل حساسية من التصوير بالرنين المغناطيسي.
المسح العظمي الشامل أو المسح النووي للعظام أو التصوير الومضاني للعظام: قد يوصي طبيبك بإجراء مسح للعظام إذا كانت صورة الأشعة السينية طبيعية ولم يكن لديك عوامل خطورة. يتطلب هذا الاختبار تلقي حقنة وريدية تحتوي على مادة مشعة غير ضارة قبل الفحص. تسمح المادة للطبيب برؤية ما بداخل العظام. يكشف مسح العظم الشامل وحده عن أي عظام مصابة بالـنخرة اللاوعائية.
اختبارات العظام الوظيفية: إذا كان طبيبك لا يزال يشتبه بإصابتك بالـنخرة اللاوعائية مع أن نتائج الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي ومسح العظم الشامل كلها طبيعية، فقد تخضع لاختبارات قياس الضغط داخل المنطقة المؤلمة من العظم. تتطلب هذه الاختبارات الجراحة.
غالبا ما يجد أطباء الأسنان نخرة لاوعائية في الفك عبر رؤية العظام المكشوفة في أثناء فحص الفم.
يعتمد العلاج على: عمرك، سبب النخرة، العظام هي المصابة، ودرجة الإصابة .
عادة ما يكون العلاج مستمرًا ويتغير مع تقدم المرض، من الرعاية غير الجراحية لتخفيف الألم على المدى القصير إلى الرعاية الجراحية بهدف التحسن الدائم. أهداف العلاج هي:
معظم الحالات لا تتطلب جراحة. المعالجة قد تتضمن :
إذا اكتشف طبيبك النخر اللاوعائي مبكرًا قبل حدوث أذية كبيرة، فقد يشمل علاجك:
تشير الدراسات إلى أن تناول أدوية البايفوسفونيت، مثل ريسدرونات وأليندرونات وإيباندرونات، قد يساعد في منع وهن العظام في الورك أو الركبة، أو حتى إصلاحها. يمكن أيضًا استخدام هذه الأدوية لعلاج هشاشة العظام.
إذا كان الألم يزداد سوءًا وكذلك استخدامك لمفصلك، فقد تحتاج إلى جراحة لتخفيف الألم والوقاية من انهدام العظام والحفاظ على مفصلك. قد يتحدث طبيبك معك عن خيار واحد أو أكثر من الخيارات الجراحية
يحفر الجراح في عملية تخفيف الضغط الداخلي ثقبًا واحدًا أو أكثر لاستئصال جزء من داخل العظم المصاب. الهدف هو تخفيف الضغط في المفصل وإنشاء قنوات لأوعية دموية جديدة لتحسين تدفق الدم.
إذا اكتُشف النخر اللاوعائي مبكرًا، فقد تكون هذه الجراحة قادرة على منع انهدام العظام والتهاب المفاصل. يسمح لك تخفيف الضغط داخل العظام أحيانًا بتجنب استبدال مفصل الورك لاحقًا.
ريثما تشفى عظامك وتزود بالتروية الدموية، قد تحتاج إلى استخدام جهاز للمشي أو عكازات. قد يستغرق التعافي بضعة أشهر، لكن العديد من الأشخاص الذين أجروا هذا الإجراء حصل لديهم تسكين كامل للألم.
غالبا ما تُطعم العظام إضافةً إلى إزالة الضغط من الداخل. يأخذ الجراح قطعة صغيرة من العظام السليمة من جزء آخر من الجسم -طعم- وتُزرع لاستبدال العظم الميت. قد يستخدم الجراح بدلًا من ذلك عظم مُتبرِّع أو طعمًا صناعيًا. تحسن هذه الجراحة تدفق الدم وتساعد على دعم المفصل.
إذا أخذ الجراح أوعية دموية إلى جانب جزء من العظم، فإن الإجراء يُسمى تطعيمًا عظميًا وعائيًا.
قد يستغرق التعافي من طعم العظام عدة أشهر.
يُعد طعم الشظية الموعى نوعًا محددًا من الطعم العظمي المستخدم في النخر اللاوعائي في الورك. تعد هذه الجراحة أعقد من بعض الخيارات الأخرى. يستأصل الجراح جزءًا صغيرًا من العظم في ساقك، الشظية، والشريان والوريد خاصته. يطعم الجراح هذا الجزء من العظم بالثقب المحدث بواسطة إزالة الضغط اللبي ثم يعيد توصيل الأوعية الدموية.
يُعد قطع العظم خيارًا آخر. يزيل الجراح العظام الميتة ويصحح توضع أو يعيد تشكيل العظام السليمة المتبقية. يساعد هذا في تقليل الضغط على المفصل وتحسين دعمه حتى تتمكن من استخدامه بشكل أفضل.
قد يستغرق الاستشفاء من هذه الجراحة عدة أشهر من الأنشطة المحدودة.
لاستعادة وظيفة مفصل الورك وعمله وتخفيف الألم، يمكن للجراح استبدال مفصل الورك بمفصل اصطناعي. تسمى هذه الجراحة الاستبدال الكامل لمفصل الورك أو رأب المفاصل. سيتحدث طبيبك معك عن أفضل نوع بديل لك. يخفف استبدال مفصل الورك الألم ويعيد الاستخدام الكامل للمفصل في نحو 90-95% من الحالات.
سيحتاج معظم الأشخاص الذين يعانون النخر اللاوعائي في النهاية إلى الجراحة. مع العلاج المناسب، يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون النخر اللاوعائي أن يعيشوا حياة مليئة بالأنشطة بواسطة العلاج المناسب. من المهم الحد من الأنشطة واتباع نصيحة طبيبك لحماية مفصلك. إذا أصبت بالفصال العظمي إلى جانب النخرة اللاوعائية، فيمكنك العمل مع معالج فيزيائي للمساعدة في تخفيف الألم والصلابة.
تُجرى الكثير من الأبحاث لتحسين علاج النخرة اللاوعائية.
تمكن الوقاية من النخر اللاوعائي باتخاذ هذه الإجراءات:
اقرأ أيضًا:
التنخر العظمي Osteonecrosis
تخلخل العظام: كل ما تحتاج إلى معرفته
ترجمة: هلا مسلم
تدقيق: نايا بطاح
المصدر
