1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سورياـ قتلى وجرحى في اشتباكات بجرمانا والمرجعية الدرزية تندد

محمد فرحان ا ف ب، د ب أ، رويترز
٢٩ أبريل ٢٠٢٥

أسفرت اشتباكات جرمانا ذات الأغلبية الدرزية عن مقتل 13 شخص في أحدث حلقة من العنف الطائفي في سوريا ما بعد الأسد. ونددت المرجعية الدرزية بما وصفته "هجوما مسلحا غير مبرر على المدينة".

https://p.dw.com/p/4tj1H
انتشار امني في جرمانا (29 أبريل/نيسان 2025)
انتشار امني عقب سقوط قتلى وجرحى جراء اششتباكات شهدتها منطقة جرمانا بريف دمشق.صورة من: Syrian Interior Ministry Facebook Page/AFP

قال رجال إنقاذ ومصادر أمنية إن أكثر من 13 شخصا قتلوا في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية قرب العاصمة السورية دمشق الثلاثاء (29 أبريل/نيسان 2025) في اشتباكات اندلعت بسبب تسجيل منسوب لرجل درزي يسب النبي محمد مما أثار غضب مسلحين سنة.

وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات بدأت ليلا عندما تجمع مسلحون من بلدة المليحة القريبة ومناطق أخرى ذات أغلبية سنية في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب شرقي دمشق.

وبحسب عمال إنقاذ محليين، أسفرت الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة صغيرة ومتوسطة عن مقتل 13 شخصا.

وقال المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية مصطفى العبدو إن من بين القتلى اثنان من عناصر جهاز الأمن العام السوري، وهي قوة أمنية جديدة تضم في معظمها مقاتلين سابقين في المعارضة.

ونفى العبدو أن يكون مسلحون قد هاجموا البلدة، وقال إن مجموعات من المدنيين الغاضبين من التسجيل الصوتي نظمت احتجاجا تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعات درزية.

وتعهدت وزارة الداخلية السورية "ملاحقة المتورطين"، مؤكدة أنها وقعت بين "مجموعات" مسلحة من المدينة وخارجها.

وأكدت فرض "طوق أمني" حول المدينة، وتعهدت "ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون ... وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي".

ونقلت فرانس برس عن شهود عيان قولهم إنهم سمعوا أصوات إطلاق رصاص وقذائف خلال الليل، مؤكدين تراجع حدة المعارك صباح الثلاثاء، لكن مع خلو الشوارع من روادها وتواصل انتشار المسلحين.

وأفاد شاهد تحفظ عن ذكر اسمه خشية على سلامته، عن وقوع اشتباكات متواصلة ليلا لنحو نصف ساعة، تبعها إطلاق رصاص وقذائف بشكل متقطع.

وقال "حوصرنا في منازلنا مع استمرار سماع رشقات متقطعة. لم يتوجه الأولاد إلى مدارسهم بينما خلت الشوارع في حيّنا صباحا (الثلاثاء) من أي حركة".

وفتحت بعض المتاجر أبوابها صباحا لكن الحركة كانت خفيفة في الشوارع، بحسب سكان أكدوا انتشار مسلحين محليين في المدينة وعند مداخلها الرئيسية.

بعض المارة في جرمانا (29 أبريل/نيسان 2025)
فتحت بعض المتاجر أبوابها في جرمانا بعد أعمال عنف داميةصورة من: AFP/Getty Images

تنديد الدروز

وقال مصدر أمني سوري إن شيوخا من الدروز اجتمعوا مع قوات الأمن في محاولة لمنع المزيد من التصعيد. وقال الشيخ يوسف جربوع إن ما صدر عن قلة من الأفراد بحق النبي محمد لا يمثل إلا أنفسهم وهو مرفوض من قبل الدروز والمجتمع كله، داعيا الطائفتين إلى رفض محاولات تأجيج الانقسامات الطائفية.

من جانبها، قالت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا في بيان تلقته فرانس برس "إننا إذ نستنكر أشدَّ الاستنكار أيَّ تعرض بالإساءة إلى النبي الأكرم... فإننا نعتبر ما تمَّ تلفيقه من مقطع صوتي بهذا الخصوص... مشروعَ فتنةٍ وزرعاً للانقسام بين أبناء الوطن الواحد".

كذلك، نددت بـ"الهجوم المسلح غير المبرر على مدينة جرمانا الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء، وروَّع السكان الآمنين بغير وجه حق".

ورأت أن "حماية أرواح المواطنين وكرامتهم وممتلكاتهم هي من أبسط مسؤوليات الدولة والأجهزة الأمنية"، محمّلة "السلطات المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقمٍ للأزمة".

وتقطن ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق، غالبية من الدروز و المسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات النزاع الذي اندلع في سوريا عام 2011.

وجاءت الاشتباكات بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين.

وسلطات الاشتباكات الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.

ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق، تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق. ويتحدث سكان ومنظمات حقوقية عن انتهاكات واعتقالات.

تحرير: ع.ش

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات