روسيا

الرئيس الروسي يؤكد أن النظام العالمي يتغير حالياً والعالم يتجه نحو التعددية القطبية، ويقول إن قمة شنغهاي الأخيرة أثبتت أن الخيار هو المحرك الرئيسي والاستراتيجي للسياسة العالمية.

بوتين يدعو إلى حل الأزمة الحدودية بين طاجيكستان و قرغيزستان دبلوماسياً

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن النظام العالمي يتغير حالياً والعالم يتجه نحو التعددية القطبية.

وقال، خلال تسلم أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد: "ننطلق من حقيقة أنكم ستركزون على توسيع الحوار السياسي، والعلاقات التجارية والاقتصادية، وتعميق التبادلات الثقافية والإنسانية، والتواصل بين الشعوب، ونحن مهتمون بصدق بالعمل الناجح للسفارات التي تترأسونها في هذه المجالات الرئيسي".

وأضاف أن المبادرات والاقتراحات المحتملة للسفراء، والتي تهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب، ستحظى بدعم كل من الحكومة الروسية والأوساط العامة والتجارية في روسيا".

وأردف: "عملكم يجري الآن في ظروف تتسارع فيها عمليات التحول الأساسي للبنية الكاملة في العلاقات الدولية، حيث يدخل تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر ديمقراطية وعدالة مرحلة نشطة".

وتابع: "أكدت القمة الأخيرة لمنظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في سمرقند حقيقة أن التحرك نحو عالم متعدد الأقطاب هو المحرك الرئيسي والاستراتيجي للسياسة العالمية".

وأوضح أن "البلدان التي هي على قناعة بأن العالم الحديث يجب أن يكون متعدد المراكز وعلى أساس معايير القانون الدولي المعترف بها بشكل عام، ومبادئ الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة، والتعاون القائم على الاحترام المتبادل مع الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة".

والجمعة الماضي، قال بوتين في كلمة خلال قمة منظمة شنغهاي، إن "حجم التعاملات بالعملات الوطنية داخل دول منظمة شنغهاي للتعاون آخذ في الازدياد"، مشدّداً على أنّ "السياسات الاقتصادية العالمية تشهد تحولات لا عودة فيها إلى الوراء".

هذا وقال بوتين في آب/أغسطس الماضي، في مؤتمر موسكو الدولي العاشر للأمن، إن "العالم متعدد الأقطاب المبني على الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لمواجهة تحدّيات العصر".

وبشأن توريد الأسمدة الروسية، قال بوتين إن بلاده لم تتلق أي رد على عرضها توريد أسمدة روسية، تكدست في موانئ الدول الأوروبية، بشكل مجاني إلى الدول المحتاجة.

ولفت بوتين إلى حقيقة، أن القيود الغربية على إمدادات الطاقة والغذاء والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، "أثرت في المقام الأول على الدول البريئة التي لا علاقة لها بالأزمة الأوكرانية، وهي الدول النامية والأكثر فقراً".

واعتبر بوتين أن "قمة السخرية هي، أنه تم عرض الأسمدة بالمجان. أود التأكيد على ذلك، مجاناً تقديم 300 ألف [طن] من الأسمدة الروسية المحتجزة في الموانئ الأوروبية، بسبب العقوبات للدول المحتاجة، لا يزال بدون رد.

وتابع: "ندرك، أنهم لا يريدون [الدول الغربية] السماح لشركاتنا بكسب المال، لكننا نريد إعطاءها [الأسمدة] مجانًا. أعطوها حتى مجانًا إلى البلدان المحتاجة .. [الوضع القائم] لا. وعن ذلك لا شيء، ليس هناك أي رد على ذلك".

كذلك، أعرب بوتين عن أمله في أن يتمكن المنتدى الروسي الأفريقي، المخطط عقده في عام 2023، من إعطاء دفعة جديدة لتطوير التعاون متبادل المنفعة.

وقال بوتين: "بحضور سفيري الجزائر ومصر الموقرين، وكذلك زملائهما من الدول الأفريقية الأخرى، أود أن أذكر، أنه من المقرر عقد القمة الروسية الأفريقية الثانية في سان بطرسبرغ في عام 2023. نتمنى أن ننجح معًا، من خلالها (القمة) في إعطاء دفعة جديدة للتنمية الشاملة للتعاون متبادل المنفعة بين روسيا والدول الأفريقية".

يذكر أن مدينة سوتشي استضافت، يومي 23- 24 تشرين الأول/أكتوبر 2019، قمة "روسيا - أفريقيا" برئاسة مشتركة للرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي، وكذلك المنتدى "الروسي الأفريقي"، في حدث يُعد الأول بمثل هذا المستوى في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.

بوتين أكد أيضاً أن روسيا مهتمة بحل الأزمة في ليبيا، وتعول على استئناف العمل في جميع المجالات.

وقال: "نحن مهتمون بالتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة للصراع الداخلي الذي طال أمده في هذا البلد ... وستواصل روسيا دعم سيادة ليبيا وسلامة أراضيها".

يذكر أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أكد أمس، أن موسكو تعتزم استئناف عمل سفارتها في طرابلس في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن تعيين السفير الروسي سيعلن قريبا.

كذلك أكد بوتين أن الحوار مع السودان مستمر على مختلف المستويات، وأن موسكو تدعم تطبيع الوضع فيه عاجلاً.

وقال: "تربط روسيا علاقات صداقة وتعاون طويلة الأمد مع السودان. يتم الحفاظ على حوار هادف على مستويات مختلفة، مما يساهم في توسيع تفاعل الأعمال في مجال الجيولوجيا، واستخدام باطن الأرض، والإمدادات الغذائية".

مذكّراً بأن الاجتماع السابع للجنة الحكومية الروسية السودانية عقد في موسكو في آب/أغسطس الماضي.

وأضاف: "نتطلع إلى تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها هناك. دعت روسيا باستمرار إلى التطبيع السريع للوضع السياسي الداخلي في السودان، ويدعم جهود القيادة السودانية لهذه الغاية".

إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي أن بلاده ستقدم المساعدة والدعم إلى جمهورية مالي، بما في ذلك إمدادات الغذاء.

وشدد على أن "روسيا ستواصل تزويد الشعب المالي بالمساعدة والدعم الشاملين، بما في ذلك الإمداد بالغذاء الضروري والأسمدة والسلع الصناعية".

كما وعد بوتين بمواصلة التعاون مع مالي في المجال الإنساني، وباستقبال المزيد من المواطنين الماليين في الجامعات الروسية.

يذكر أنه في العاشر من الشهر آب/أغسطس الفائت، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثة هاتفية مع رئيس مالي الانتقالي، أسيمي غويتا، أعرب فيها الأخير عن امتنانه لدعم روسيا، كما تمت مناقشة الجهود المبذولة لتحقيق استقرار الوضع ومكافحة الإرهاب.

وأضاف الكرملين في بيانه، أن الرئيس الروسي أعرب عن أمله في أن تساعد القمة الروسية الأفريقية في العام 2023 في تعزيز العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية.

كما تم التطرق إلى عدد من المسائل المتعلقة بـ" قضايا زيادة تطوير التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاقتصاد وغيرها فضلا عن الإمدادات المحتملة للأغذية والأسمدة والوقود الروسي إلى مالي.

من جهة أخرى، أكد بوتين أن روسيا ترى فرصاً غير مستغلةٍ في التعاون مع الكويت.

وأوضح أن المسؤولين الروس "مستعدون لمواصلة التنسيق الوثيق للسياسة الخارجية، ليس فقط في شؤون الشرق الأوسط، ولكن أيضًا في القضايا الدولية الملحة الأخرى. نرى احتياطيات غير مستغلة في تطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري".

وأضاف أن روسيا تؤيّد زيادة تعزيز التعاون البناء مع الكويت.

أعلن في شمرا