الولايات المتحدة الأميركية

تظهر نتائج الاستطلاع أن ثقة الأميركيين بالجيش الأميركي تراجعت 25 نقطة مئوية عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.

الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيفية)

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن أول مسح للأمن القومي تم إجراؤه منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، أظهر أن غالبية الأميركيين يعتبرون الصين أنها العدو الأول للبلاد بينما انخفضت ثقتهم في الجيش الأميركي إلى أدنى مستوياتها خلال ثلاث سنوات.

فلأول مرة منذ أن بدأت مؤسسة ومعهد رونالد ريغان في إجراء مسح للأميركيين حول الأمن القومي قبل أربع سنوات، وصف غالبية الأميركيين – 52 في المائة - الصين بأنها الدولة التي تشكل أكبر تهديد للولايات المتحدة، وذلك بعد أن كانت النسبة 21 في المائة منذ أربع سنوات. وجاءت روسيا في المركز الثاني بنسبة 14 في المائة - وهو تحول عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات عندما اعتبر 30 في المائة من الأميركيين أن روسيا تمثل الخطر الأكبر، بينما جاءت الصين في المرتبة الثانية بنسبة 21 في المائة.

ووجد المسح أن 37 في المائة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع أدرجوا شرق آسيا على أنها المنطقة التي يجب أن تكرّس فيها الولايات المتحدة معظم قواتها العسكرية، بينما جاء الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بنسبة 17 في المائة.

واستطلعت شركة "بيكون ريسيرش" آراء 2523 أميركياً عبر الهاتف وعبر الإنترنت في الفترة ما بين 25 تشرين الأول / أكتوبر و7 تشرين الثاني / نوفمبر الماضيين، وكان الاستطلاع، الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، بهامش خطأ 1.96 في المائة.

وأشار روجر زاخيم، مدير معهد ريغان في واشنطن، إلى أن المسح أظهر زيادة كبيرة في عدد الأميركيين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذين يرون أن الصين تمثل أكبر تهديد للولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن الصين تعمل على توسيع ترسانتها العسكرية بطائرات بدون طيار جديدة، بما في ذلك نسخ التخفي وتلك التي يمكنها حمل وإلقاء القنابل. 

وقال زاخيم: "تُظهر الزيادة المطردة في الشعور بتهديد الصين مدى قوة التحدي". وأضاف: "يفهم الناس أن التهديد الذي تشكله الصين لا يقتصر على تهديد أمني، وهذا يشمل المخاوف الاقتصادية والمخاوف السياسية والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان".

كما أظهر الاستطلاع المواقف المتغيرة للأميركيين تجاه الجيش الأميركي. فقد وجد الاستطلاع أن 45 في المائة من الأميركيين لديهم "قدر كبير" من الثقة في الجيش، بانخفاض عن 70 في المائة قبل ثلاث سنوات. وقال 10 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم "لا يثقون كثيراً بالجيش"، مقارنة بـ2 في المائة قبل ثلاث سنوات.

ففي السنوات القليلة الماضية، تم نشر الجيش الأميركي مرات عدة في الشوارع الأميركية، بما في ذلك أثناء الاحتجاجات التي أعقبت مقتل جورج فلويد في مينيابوليس وأثناء أعمال الشغب في مبنى الكابيتول هيل في 6 كانون الثاني / يناير. وقال زاخيم إن الجيش أصبح مسيّساً. وأشار إلى أن هؤلاء الذين لديهم ثقة كبيرة بالجيش يقولون إنهم يحترمون العسكريين في الخدمة، حتى لو كان الآخرون يشاركون مخاوفهم بشأن تسييس الجيش ويرون أنه سلبي بشكل متزايد.

وقال زاخيم: "هذا الشعور العام بالسلبية يأتي في الغالب من القيادة السياسية"، وأعاد أسباب التغييرات في المواقف إلى أنها "قد تكون الطريقة التي يقوم بها المسؤولون المنتخبون والقادة المدنيون بتسييس الجيش".

وتشير الإحصائيات إلى انخفاض الإعجاب بالجيش بنسبة 11 في المائة هذا العام. ففي شباط / فبراير الماضي، عندما طرح المعهد نفس السؤال، قال 56 في المائة من الأميركيين إنهم يثقون بقدر كبير في الجيش، وقال 6 في المائة إنهم ليس لديهم الكثير من الثقة به.

وبين استطلاع شباط / فبراير واستطلاع تشرين الثاني / نوفمبر، أجرت الولايات المتحدة انسحاباً سريعاً وفوضوياً من أفغانستان، منهية حربها التي استمرت 20 عاماً، وتركت وراءها آلاف الأفغان الذين دعموا الجهود الأميركية. وقُتل 13 جندياً أميركياً، وأصيب 30 آخرون، وقتل مئات الأفغان عندما فجر انتحاري خارج بوابة المطار في الأيام الأخيرة من الحرب، في أكثر أيامها دموية منذ عقد.

وفي حين أن الاستطلاع لم يربط الانسحاب بانخفاض الثقة في الجيش، قال المشاركون إنهم شعروا أن الحرب أضرت بالأمن القومي للولايات المتحدة. وبحسب الاستطلاع، خلص 59 في المائة من الأميركيين إلى أن الحرب كانت "فاشلة في الغالب"، مقارنة بـ50 في المائة أجابوا بنفس الإجابة على نفس السؤال في شباط / فبراير. وألقى نحو نصف المستطلعين - 49 في المائة - باللوم على الرئيس الأميركي جو بايدن في الانسحاب الأميركي الفاشل، بينما أشار 20 في المائة إلى سوء التخطيط العسكري.

ومنذ مغادرة القوات الأميركية أفغانستان في 30 آب / أغسطس الماضي، استعادت طالبان السيطرة على البلاد وفرضت قيوداً صارمة، وخاصة على النساء. ومن الناحية الاقتصادية، انهارت أفغانستان، وحذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية، حيث سقط ملايين الأشخاص في براثن الفقر وهم معرّضون لخطر المجاعة.

وقال 48 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن استيلاء طالبان على السلطة شكل "تهديداً كبيراً" لأمن الولايات المتحدة.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم

أعلن في شمرا