الاحتفال بعيد "النوروز".. رمز للسلام والتضامن وتمسك بالهوية
بينما عاد أكراد سوريا للاحتفال ببداية السنة الكردية، منع منها من يتواجدون في أفغانستان. ملايين الناس يحتفلون بعيد "النوروز".. فما طبيعة هذا العيد، المدرج ضمن التراث العالمي، ورمزيته؟ وكيف يتم الاحتفال به؟
أصول الاحتفال
في التقويم الفارسي والأفغاني، بدأت الآن السنة 1404، ويتم الاحتفال بالعيد بممارسة الطقوس وإقامة المراسم والفعاليات الثقافية وكذلك تناول وجبات خاصة مع الأحباء. ويحتفل أكثر من 300 مليون نسمة بعيد نوروز حول العالم من البلقان إلى حوض البحر الأسود، ومن آسيا الوسطى إلى الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
إرث عالمي
في عام 2009 قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بتصنيف عيد نوروز إرثا عالميا. في تاريخ 23 مارس 2010 عقد أول احتفال عالمي للنوروز بشكل رسمي في العاصمة الإيرانية طهران. يتم إشعال النيران على قمم الجبال وفي الساحات حيث تعقد حلقات رقص الدبكة حولها والقفز فوقها ليلة العيد.
عيد للسلام والتضامن
يتم الاحتفال بعيد النوروز حسب الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة في البلقان وحوض البحر الأسود والقوقاز ووسط آسيا والشرق الأوسط وغيرها من المناطق، يروج للسلام والتضامن بين الأجيال وداخل العائلات وكذلك الترويج للمشاركة والمصالحة. ظل الاحتفال به ممنوعا في سوريا وتركيا، وسنة 1994، صار عيدا وطنيا في تركيا.
احتفالا على طول طريق الحرير التاريخية
يعتبر يوم النوروز أحد أقدس أيام التقويم الزرادشتي القديم، حيث يعتبر احتفال النوروز حدثا سنويا يكرم خلاله التراث المشترك لطرق الحرير وتقاليده وثقافته، المرتبطة بولادة فصل الربيع. يتم الاحتفال بعيد النوروز من قبل شعوب ذوي خلفيات دينية وثقافية مختلفة، وقد انتقلت عاداته من جيل إلى جيل.
ألوان تزين البيض لأجل البدايات
بيضة النوروز رمزٌ البعث والتجديد، تُعرض بشكلٍ بارزٍ على مائدة رأس السنة الفارسية. هذا الاحتفال، المتجذر في الثقافة الفارسية القديمة، يُشير إلى قدوم الربيع، وتُمثّل البيضات المُزينة استعاراتٍ لبدايات جديدة.
عيد بآمال سياسية
بالنسبة لكثير من الأكراد، تعد السنة الجديدة الحالية ذات أهمية خاصة، بالوضع في الاعتبار فرصة عملية سلام محتملة بين حزب العمال الكردستاني المحظور والدولة التركية. ويرى الكثيرون هذا بمثابة فرصة لحل الصراع الكردي ومن أجل مزيد من الحقوق للأكراد في تركيا.
بين أزمة ومنع احتفال!
تلقي الأزمات في كثير من الدول بظلالها على المهرجان العام الجاري. فإيران تعاني من أزمة اقتصادية شديدة. أما في أفغانستان لا توجد احتفالات عامة منذ استولت طالبان على الحكم في أغسطس/آب 2021، بينما توافق السلطات الإسلامية على التجمعات الخاصة.
السمك الأحمر زينة مائدة النوروز
يحرص الإيرانيون على شراء أسماك الزينة الحمراء، التي تشكل أحد أبرز مظاهر عيد رأس السنة الإيرانية. وتنتعش تجارة "هفت سين"مع اقتراب موعد حلول رأس السنة الجديدة، وينتشر المئات من بائعي أحواض السمك الأحمر على قارعة الطرقات والمحال التجارية.
رسول الربيع
"حاج فيروز" يعتبر جزءا من تقاليد العيد ورسول الربيع في إيران. بالرقص والأغاني الجميلة يبشر الناس بالنوروز. ولباسه الأحمر يرمز للدفء والبهجة.