الداخلية الكوبية تؤكد أنه لا "يوجد أي دليل على اعتداء استهدف دبلوماسيين في هافانا بعد أكثر من 4 سنوات"، ويشير إلى أنّه "لم يتم العثور على أي مشتبه به أو أشخاص لديهم دوافع أو نوايا أو وسائل لتنفيذ مثل هذه الأعمال".

هافانا

أكّدت وزارة الداخلية الكوبية (مينينت)، اليوم الاثنين، أنّه لا يوجد دليل جنائي أو علمي على هجمات صوتية مزعومة ضد دبلوماسيين أميركيين في العاصمة.

وأشار الكولونيل روبرتو هيرنانديز، من المديرية العامة للتحقيقات الجنائية في وزارة الداخلية الكوبية، إلى أنه وبعد الشكوى المقدمة من قبل السلطات الأميركية حول مزاعم تعرض دبلوماسيين أميركيين لهجمات صوتية في عام 2017، "بدأت الدولة تحقيقاً شاملاً، وعيّنت مجموعة عمل دائمة وفتحت ملف التحقيق في جريمة محتملة ضد رؤساء بعثات وممثلين دبلوماسيين للدول الأجنبية في هافانا".

ووفقاً لهيرنانديز، فإنّه "لا يوجد دليل يدعم وقوع عمل إجرامي، ولا يمكن ربط الأعراض التي ظهرت على الدبلوماسيين الأميركيين بهجومٍ صوتي أو عبر الميكروويف أو بأي إجراء متعمد آخر ضد البعثات الأجنبية في هافانا"، مضيفاً أنّه "لم يتم العثور على أي مشتبه به أو أشخاص لديهم دوافع أو نوايا أو وسائل لتنفيذ مثل هذه الأعمال".

كما أكّد أنّ "الجانب الكوبي لم يتمكن من إجراء مقابلات مباشرة مع المسؤولين الذين أبلغوا عن اصابتهم بهذه الأعراض، أو الذهاب إلى الأماكن التي زُعم أنّها وقعت فيها هذه الحوادث".

وشدد هيرنانديز على أنّه "بعد أكثر من 4 سنوات لا يوجد أي دليل على اعتداء على دبلوماسيين في هافانا"، مشيراً إلى أنّ "السلطات الكوبية لا تستبعد احتمال وجود مرضى أو تظهر عليهم أعراض مشابهة لتلك الموصوفة، ولهذا السبب اقترحت دائماً إجراء تحقيق ثنائي يستند على  العلم والطب وليس على توجيه الاتهامات".

هذا وتؤكد تصريحات وزارة الداخلية الكوبية مجدداً على نظرية الأكاديمية الكوبية للعلوم التي وصفت الحادث بـ "متلازمة غامضة" وغير مقبولة علمياً، وهي الذريعة التي استخدمتها حكومة الولايات المتحدة لإغلاق الخدمات القنصلية وسحب جزء كبير من دبلوماسييها من كوبا خلال عهد دونالد ترامب (2017-2021).

وكان وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز قد اعتبر سابقاً أنّ المزاعم حول حصول "هجمات صوتيّة" غامضة قد تكون ألحقت أضرارًا جسديّة بدبلوماسيّين أميركيين في كوبا تُشكّل "تلاعباً سياسياً" هدفه تقويض العلاقات الأميركية الكوبية.

يذكر أنّ هذه الظاهرة الغامضة برزت أوّل مرة في العاصمة الكوبية هافانا عام 2017، وحينها أعلن أنّ نحو 40 دبلوماسياً أمريكياً تعرضوا لما وصف بأنه "تأثير خارجي مجهول"، في حين وصفته وسائل الإعلام بـ "الهجمات الصوتية"، وحمّلت سلطات الولايات المتحدة كوبا المسؤولية عن هذه الحوادث.

ورفضت كوبا باستمرار هذه الاتهامات، مؤكدةً أنها تضمن أمن جميع الدبلوماسيين الأجانب، بما في ذلك الدبلوماسيون الأميركيون، وقدمت كل المساعدة الممكنة لتحديد سبب الأعراض المبلغ عنها من قبل الخارجية الأميركية.

أعلن في شمرا