المكسيك.. وثائقي يكشف عن

في سهول المكسيك، على بعد نحو 50 كم شمال شرق العاصمة مكسيكو سيتي، توجد بقايا مدينة قديمة تسمى تيوتيهواكان تابعة لحضارة الأزتك، وتعني "مكان الآلهة" بلغتهم الأصلية الناواتل.

وازدهرت ثقافة الأزتك في أمريكا الوسطى، في وسط المكسيك، في الفترة ما بين 1300 إلى 1521. وكان مجتمع الأزتك يتألف من عدة مجموعات عرقية مختلفة في المنطقة، وخاصة أولئك الذين يتحدثون لغة الناواتل. ووقع تنظيم ثقافة الأزتك في شكل دولة مدينة (وهو مصطلح  يصف نوعا من البلدان الصغيرة المستقلة، التي تتكون عادة من مدينة واحدة والأراضي التابعة لها)، والتي انضم بعضها لتشكيل تحالفات واتحادات سياسية وحتى إمبراطوريات.

وما يزال هناك عدد من الآثار القديمة للأزتك، المنتشرة في المكسيك، في شكل مدن وهياكل حجرية عظيمة، مثل الأهرامات والمعابد، دليلا على هذه الإبداعات الاجتماعية الكبيرة المتماسكة.

واكتشف علماء الآثار داخل هذه الهياكل عددا لا يحصى من الآثار القديمة، والتي قدمت لمحات عن حياة الحضارة القديمة المثيرة للاهتمام.

ومكنت التكنولوجيا الحديثة العلماء من النظر داخل الهياكل دون أن يضطروا إلى الدخول إليها.

وبدأ العلماء بالحفر بعمق داخل هرم الشمس (وهو أكبر مبنى في تيوتيهواكان وواحد من أكبر المباني في وسط أمريكا )، في عام 2003، وعثروا على نظام معقد من الأنفاق. ومنذ ذلك الحين، عثر علماء الآثار على أنفاق وممرات سرية في أهرامات أخرى، بما في ذلك معبد الثعبان المجنح أو معبد كيزالكوت (Temple of Quetzalcoatl)، المعروف أيضا باسم هرم الحية المجنحة، في مدينة الأزتك تيوتيهواكان، المجمع الأثري الشاسع الذي كان مستوطنة مزدهرة ذات يوم، ما قبل العصر الكولومبي.

وقدم معبد الثعبان المجنح، منذ اكتشاف عالم الآثار سيرجيو غوميز في عام 2017 لنفق معقد تحت المبنى الضخم، عددا لا يحصى من القطع الأثرية القديمة والبقايا البشرية.

وكشف فيلم وثائقي عرضته قناة Discovery UK، بعنوان: القطع الأثرية الصادمة وبقايا الإنسان التي تم العثور عليها في هرم عمره 2000 عام": "داخل هرم الثعبان المجنح، وداخل الخلية المركزية، هناك سر غامض. هنا، عثر على 20 هيكلا عظميا، سليمة تماما تقريبا، مرتبة بعناية فيما بدا وكأنه نمط رمزي".

ولم تكن هذه البقايا وحدها، حيث عثر على أكثر من 260 جثة بنيت في نسيج وأساس المبنى، فيما وصفه الراوي في الوثائقي: "الهرم مقبرة جماعية".

ومن غير الواضح سبب مقتل هؤلاء البشر بالضبط. وربما تم التضحية بهم قرابين للآلهة، أو ببساطة ماتوا لأسباب طبيعية.

ومن أجل الوصول إلى الرفات والآثار الأخرى التي عثر عليها، اضطر غوميز وفريقه لإزالة 1000 طن من التربة من أجل الوصول إلى الأنفاق، والتي من المحتمل أن تكون وضعت من قبل الأزتك القدامى هناك كوسيلة لإغلاق أي نقاط وصول.

وهذا يعني أن معظم القطع الأثرية الموجودة في هذا النظام المعقد تحت الهرم لم تتضرر إلى حد كبير ولم يمسها اللصوص.

المصدر: إكسبريس

أعلن في شمرا