الدور العربي.. إن لم يكن اليوم فمتى..؟؟- بقلم: عبد الرحيم أحمد

لم يكن الموقف العربي على قدر المسؤولية حيال ما جرى في بعض الدول العربية التي أصابها ما أطلق عليه اسم “الربيع العربي”، بل يمكن القول: إن جزءاً كبيراً مما تعرضت له تلك الدول خلال السنوات العشر الماضية كان بمشاركة وتورط مباشر من بعض الأنظمة العربية عبر دعم وتمويل الجهات التي خططت ونفذت التخريب على الأرض ولاسيما في سورية.

وعلى مدى تلك السنوات العجاف تساوق موقف العديد من الدول العربية وجامعتها مع الموقف الأمريكي الذي قاد مخطط تفكيك الدول العربية وتخريبها إلى جانب كل من النظام التركي والاحتلال الإسرائيلي، والتزمت تلك الدول بقرارات واشنطن محاصرة سورية ومعاقبة شعبها اقتصادياً لدرجة تم معها قطع الاتصالات البرية والجوية بين معظم الدول العربية وسورية ووقف العلاقات التجارية والدبلوماسية معها وتجميد عضويتها في الجامعة العربية.

اليوم وبعد أن أثبتت الوقائع على الأرض أن الدولة السورية صمدت وانتصرت على مخطط تفكيكها وتحويلها إلى محمية غربية، تشهد المنطقة حراكاً معاكساً يفرضه الواقع المستجد، إذ بدأت بعض الدول العربية التحرك لإعادة العلاقات الاقتصادية والسياسية مع سورية من بوابة الأردن ولبنان ومصر لتثبت سورية من جديد أنها حاجة عربية دائمة وأنها بوابة الحل في قضايا المنطقة العديدة، فعندما احتاج لبنان الأوكسجين استنجد بدمشق وعندما نضبت مخازينه من الغاز والنفط لم يجد ممراً للحصول على الغاز المصري والكهرباء الأردنية سوى عبر سورية، لتتأكد حقيقة أن لا شفاء للعرب من مشاكلهم بدون شفاء سورية.

التحرك العربي نحو أبواب دمشق وبواباتها يعكس تراجعاً في الموقف الغربي أيضاً، وبالأخص الأمريكي الذي منع الدول العربية على مدى عقد من الزمن من التعاون مع سورية وفرض عليها إغلاق سفاراتها في دمشق، لكن اليوم تشكل الزيارات السورية إلى العاصمة الأردنية واللقاءات العربية مع السوريين ومشاركتها في معرض اكسبو دبي 2020 بداية حقيقية لتفكيك الحصار الأمريكي الغربي المفروض على سورية تحت اسم “قانون قيصر”.

وبالأمس وتتويجاً للقاءات الأردنية- السورية والخطوات التنفيذية وفتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين جاء الاتصال الهاتفي بين الرئيس بشار الأسد والملك الأردني عبد الله الثاني حول التعاون الثنائي ليتأكد معه أن مسار الانفتاح الأردني على سورية لا رجعة عنه… مسار جاء بتوافقات على مستويات دولية وهو خطوة ستتبعها بلا شك خطوات من دول عربية أخرى.

يؤكد ذلك حديث وزير الخارجية المصري سامح شكري لإحدى شبكات التلفزة المصرية في أعقاب لقائه الدكتور المقداد في نيويورك، بأن لسورية ومصر دوراً هاماً ومحورياً في الحفاظ على الأمن القومي العربي وأن مصر عازمة على مساعدة سورية للخروج من أزمتها واستعادة دورها ومكانتها على الساحة الدولية.

مسار الانفتاح على سورية، سواء أكان بدعوى الحاجة العربية لدمشق ودورها أم بسبب حاجة دمشق اليوم لدور عربي أخلاقي فاعل غاب لعقد من الزمن، هو مسار نحتاجه كعرب في وقت يعاد فيه رسم الخرائط الجيوسياسية على مستوى العالم، فإما أن يدرك العرب أهمية تعاونهم في رسم مستقبلهم، وإما أن يكونوا قد سلموا مفاتيح مستقبلهم للطامعين بأرضهم، وعندها لن يكون لهم مستقبل بين الأمم.

أعلن في شمرا