متلازمة مانشاوزن (الاضطراب المفتعل المفروض على الذات) وهي محاولة الشخص لفت الانتباه والتعاطف بافتعال المرض أو تحريضه أو المبالغة فيه أو والكذب بشأن الأعراض أو إفساد الفحوصات الطبية، أو إيذاء الذات للحصول على الأعراض. يصعب تشخيص متلازمة مانشاوزن وعلاجها بسبب تضليل الشخص للأعراض.

متلازمة مانشاوزن (المعروفة أيضًا باسم الاضطراب المفتعل المفروض على الذات): هي اضطراب في الصحة العقلية، إذ تُفتعَل الاضطرابات الجسدية أو العاطفية أو الإدراكية أو المبالغة فيها أو تحريضها.

يتصرف المصابون باضطرابات التمارض بهذه الطريقة بسبب الحاجة الداخلية إلى أن يُنظر إليهم على أنهم مرضى أو مصابين، وليس لتحقيق فائدة ملموسة، مثل الحصول على الأدوية أو المكاسب المالية. يمكن تمييز هذا عندما يبالغ شخصٌ ما، أو يتظاهر بمرض ما، على سبيل المثال، للتوقف عن العمل.

يخضع المصاب بمتلازمة مانشاوزن لاختبارات وعمليات طبية مؤلمة محفوفة بالمخاطر من أجل الحصول على التعاطف والاهتمام الخاص بالأشخاص المرضى حقًا. قد يجرح المصاب نفسه سرًا لإحداث علامات المرض أو إضافة الدم إلى البول، أو استخدام رباط مطاطي لقطع الدورة الدموية عن أحد الأطراف. يقوم بعض الأشخاص بجرح أنفسهم أو حرقها أو تسميمها، أو إعادة فتح الجروح، أو فرك البراز أو الأوساخ في الجرح لإحداث العدوى، أو تناول طعام ملوث بالبكتيريا.

سُميت متلازمة مانشاوزن على اسم البارون فون مانشاوزن، وهو ضابط ألماني من القرن الثامن عشر كان معروفًا بذلك. ترتبط معظم الأعراض لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب بمرض جسدي (أعراض مثل ألم الصدر، أو مشاكل في المعدة، أو الحمى) وليست أعراض اضطراب عقلي.

يصعب الحصول على إحصائيات دقيقة بسبب الكذب. بالإضافة إلى ذلك، يميل المصابون بهذا الاضطراب إلى طلب العلاج في العديد من مرافق الرعاية الصحية المختلفة، ما يتسبب في تضليل الإحصائيات. ومع ذلك، سعت إحصائية في عام 2013 للبحث في الأمر، وكانت النتيجة أن هناك 6.8 حالة من حالات التمارض لكل 100.000 مريض.

لاحظ الباحثون أن الإناث العاملات في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة مانشاوزن.

تتوفر مجموعات على الإنترنت لدعم المرضى الذين يعانون مشاكل صحية أو جسدية أو عقلية أو عاطفية.

تعد هذه المجموعات مكانًا آمنًا يتحدث فيه الأشخاص الذين يعانون اضطرابًا معينًا حول تجاربهم والصعوبات والتحديات التي يواجهونها ويطرحون مشاكلهم ويتبادلون النصائح.

في بعض الأحيان ينضم مرضى متلازمة مانشاوزن إلى هذه المجموعات ويتظاهرون بأنهم مرضى.

السبب الدقيق غير معروف، لكن يعتقد الباحثون أن العوامل النفسية تؤدي دورًا في تطور هذه المتلازمة؛ إذ تشير بعض النظريات إلى أن سوء المعاملة أو الإهمال في الطفولة، أو تكرار الأمراض التي تتطلب دخول المستشفى، جميعها قد تكون عوامل مرتبطة بتطور هذه المتلازمة، ومن المحفزات الأخرى هي وفاة أحد الأحبة في سن مبكرة أو الهجران. يدرس الباحثون أيضًا الصلة المحتملة باضطرابات الشخصية، التي تعد شائعة لدى هؤلاء الأفراد.

لا تظهر الأبحاث وجود صلة بين متلازمة مانشاوزن وعلم الوراثة.

يتعمد المصاب إنتاج الأعراض أو المبالغة فيها بعدة طرق. قد يكذب أو يزيف الأعراض، أو يؤذي نفسه لإحداث الأعراض، أو يغير الاختبارات التشخيصية (مثل تلويث عينة البول). تشمل العلامات التحذيرية المحتملة لمتلازمة مانشاوزن ما يلي:

التشخيص صعب للغاية بسبب الكذب وتعدد مقدمي الرعاية الصحية؛ لذلك ينبغي لمقدمي الرعاية الصحية استبعاد أي أمراض جسدية وعقلية محتملة، وغالبًا ما يستخدمون مجموعة متنوعة من الاختبارات والإجراءات التشخيصية قبل التفكير في هذا التشخيص.

إذا وجد مقدم الرعاية الصحية أن الأعراض غير قابلة للتفسير طبيًا، فقد يحيل المصاب إلى طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي (متخصص في الصحة العقلية مدرَب خصيصًا على تشخيص الأمراض العقلية وعلاجها) يستخدم الأطباء النفسيون وعلماء النفس التاريخَ الطبي الشامل والتاريخ البدني والصور المخبرية وأدوات التقييم النفسي للتشخيص. يعتمد الطبيب في تشخيصه على استبعاد الاضطرابات الجسدية أو الاضطرابات النفسية الأخرى.

يسعى المصاب بجهد حثيث للحصول على علاج لاضطرابات مختلفة، وغالبًا لا يرغب في الاعتراف بالمتلازمة نفسها والبحث عن علاج لها؛ ما يجعل علاج هذه المتلازمة أمرًا صعبًا للغاية، وعلاوةً على ذلك فإن توقعات الشفاء ضعيفة.

إذا استطاع القائمون على رعاية المصاب حمايته من إيذاء نفسه وتثقيفه بشأن العواقب التي قد تحدث، فقد يكون ذلك مفيدًا. يُقترح أيضًا عدم تلقي العلاج من طبيب واحد فقط، بل من طبيبين يعملان معًا «طبيب نفسي وطبيب باطني، على سبيل المثال».

يهدف العلاج إلى تعديل سلوك المصاب وتقليل إساءة استخدام المواد الطبية أو الإفراط في استخدامها؛ لذلك ينبغي دراسة حالته النفسية لفهم أسباب المشكلة.

العلاج الأساسي لمتلازمة مانشاوزن هو العلاج النفسي؛ إذ يركز العلاج على تغيير تفكير المصاب وسلوكه (العلاج المعرفي السلوكي)، وتزامنًا مع الجلسات النفسية قد يكون العلاج الأسري مفيدًا أيضًا في تعليم أفراد عائلة المصاب المزيد عن متلازمة مانشاوزن، ويقلل العلاج الجماعي من مشاعر العزلة أو المشاعر التي لا يهتم بها أحد. ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد أدوية مضادة للاكتئاب أو للذهان معروفة بفائدتها لعلاج هذه المتلازمة.

لا توجد أدوية مخصصة لعلاج اضطرابات التمارض، ولكن قد يرى الطبيب أن حالة المريض تستدعي التدخل الدوائي، فقد يصف أحد الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات النفسية الأخرى -مثل الاكتئاب أو القلق- وعندها ينبغي مراقبة استخدام الأدوية بعناية نظرًا إلى احتمالية عدم الحصول على الأدوية من الصيدلية مطلقًا أو استخدامها بطريقة ضارة.

يتعرض المصاب لخطر المشاكل الصحية -أو حتى الموت- المرتبطة بإيذاء النفس أو محاولة التسبب في الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المصاب ردودَ أفعال أو مشاكل صحية مرتبطة باختبارات وإجراءات وعلاجات متعددة، إضافةً إلى خطر تعاطي المخدرات ومحاولات الانتحار.

ما دام علاج متلازمة مانشاوزن غير واضح، فإن من الضروري التحكم بالاضطراب ومراقبة المصاب طبيًا باستمرار.

لا توجد طريقة معروفة للوقاية من هذا الاضطراب. ومع ذلك، من المفيد أن يبدأ المصاب بالعلاج بمجرد أن تبدأ الأعراض في الظهور.

في معظم الحالات، يكون الاضطراب حالة متكررة يصعب علاجها؛ إذ يزيف المصاب الأعراض ولا يسعى إلى العلاج، لذلك يُنصح بالتحكم في الاضطراب بدلًا من محاولة علاجه. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تجنب الدخول غير الضروري وغير المناسب إلى المستشفى أو إجراء الاختبارات أو العلاج.

افعل بالضبط ما يوصي به الأطباء، تابع حالتك الصحية وتناول أدويتك، وكن صريحًا مع الأطباء.

ثقّف عائلتك وأصدقاءك حول متلازمة مانشاوزن واشرح أعراضك، واطلب منهم صرف الأدوية الخاصة بك والتأكد من حضور مواعيد الأطباء.

إذا كنت تعاني أعراضَ متلازمة مانشاوزن، فينبغي لك مراجعة الطبيب بشأن ذلك في أقرب وقت ممكن؛ فكلما أسرعت في الحصول على المساعدة، قلت احتمال إيذاء نفسك.

اقرأ أيضًا:

الاضطراب المفتعل – حينما يصبح المريض مزورًا محترفًا أو ربما قاتلًا!

الكاذب المرضي يصنع أم يولد؟ عندما يكون قول الحقيقة مستحيلًا!!

ترجمة: ميس الفالوجي

تدقيق: رغد أبو الراغب

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر

متلازمة مانشاوزن: حين يفعتل المريض اضطرابًا غير موجود أساسًا
أعلن في شمرا