تونس

الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي يصرّح بأنّ الاتحاد يرفض شروط صندوق النقد الدولي في ظل ضعف الأجور وضعف الإمكانيات وارتفاع نسبة الفقر والبطالة.

الاتحاد العام التونسي للشغل يرفض برنامج صندوق النقد الدولي المشروط

رفض الاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الخميس، برنامج صندوق النقد الدولي لدعم تونس بشرط تنفيذها إصلاحات.

ويأتي موقف الاتحاد إثر إضراب عام في القطاع الحكومي أقرّه ليومٍ واحد، الخميس الفائت، وشلّ به البلاد احتجاجاً على رفض الحكومة التفاوض في ملف زيادة أجور الموظفين.

وقال الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي: "نرفض شروط صندوق النقد الدولي في ظل ضعف الأجور وضعف الإمكانيات وارتفاع نسبة الفقر والبطالة".

وأجرت تونس مناقشات أولية مع المؤسسة الدولية للحصول على قرض جديد لإنقاذ اقتصادها الذي تعصف به بطالة مرتفعة (16,1%) وتضخّم (في حدود 7.8%) ودين عام كبير.

ومن شأن رفض الاتحاد أن يُعقّد الأمور ويزيد من الضغط على الرئيس قيس سعيّد الذي يستعد لاستفتاء شعبي من أجل تعديل دستور 2014 وسط مناخ سياسي متوتر.

وطلبت تونس قرضاً بقيمة 4 مليارات يورو من الصندوق في مقابل القيام بإصلاحات، لكن يُقدّر مراقبون أنها لن تتمكن من الحصول على أكثر من ملياري يورو.

وأعلن صندوق النقد الدولي، أمس الأربعاء، أنّه "على استعداد لأن يبدأ خلال الأسابيع المقبلة مفاوضات حول برنامج لدعم تونس بشرط تنفيذها إصلاحات.

وقال الصندوق في بيانٍ له إنّ هذا القرار اتّخذ "عقب سلسلة من المناقشات الفنية مع السلطات التونسية استمرّت لشهورٍ عدّة".

وتابع الطبوبي في تصريحات للصحافيين: "أقولها بكل وضوح الحكومة الحالية معينة بمرسوم بصفةٍ مؤقتة، حين يكون هناك حكومة نابعة من مؤسسات وانتخابات سيكون لها شرعية فتح النقاش في الإصلاحات".

وأضاف: "نحن ضد الخيارات المؤلمة والموجعة التي يتحدثون عنها نحن مع الاصلاح، ولكن ليست لنا نفس النظرة حول الاصلاح مع الحكومة الحالية والحكومات المتعاقبة".

تتضمّن خطة الإصلاح الحكومية تجميد فاتورة رواتب القطاع العام، ومراجعة سياسة دعم بعض المواد الأساسية، وإعادة هيكلة شركات عامة تمرّ بوضعٍ ماليٍ صعب.

ودعم الاتحاد قرارات سعيّد في 25 تمّوز/ يوليو الفائت، لكنّه رفض المشاركة في حوارٍ وطني أقرّه سعيّد من أجل تعديل الدستور.

وبدأ مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق جهاد أزعور مطلع الأسبوع الحالي زيارة إلى تونس والتقى الرئيس سعيّد ورئيسة الحكومة نجلاء بودن.

وأعلنت مجموعة من الوزراء أنّ "الحكومة ستشرع في مراجعة سياسة الدعم لبعض المواد الأساسية".

وأكد سعيّد إثر لقائه المسؤول في الصندوق "ضرورة إدخال إصلاحات كبرى مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية، مذكراً، في هذا السياق، بأنّ هناك جملةً من الحقوق التي يتمتّع بها الإنسان، كالحق في الصحة والحق في التعليم، لا تخضع لمقاييس الربح والخسارة".

ونقل صندوق النقد الدولي بيان عن أزعور قوله إنّه "في ظل التداعيات الحادة للحرب في أوكرانيا، تصبح الحاجة إلى سرعة تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الطموحة أكثر إلحاحاً".

وشدّد المسؤول على أنّ "الإصلاحات يجب أن تفيد الشعب".

وفي حال موافقة صندوق النقد الدولي على التمويل الجديد، فإنّ ذلك يمثل إشارة جيّدة للمانحين الدوليين ويعطي تونس سنداً قوياً للخروج للأسواق الدولية وطلب قروض أخرى من مانحين آخرين. 

يبرز ذلك بشكلٍ واضح في تصريحٍ سابق لمحافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي الذي اعتبر أنّ الدعم المالي الجديد من صندوق النقد الدولي "لا غنى عنه" و"ضروري لتونس" لأنه سيمكن من "التمويل بتكلفة معقولة وسيفتح الطريق أمام البلاد للاقتراض من الأسواق المالية الخارجية ومن المانحين الدوليين".

واعتبر الصندوق في بيانه أنّه "يتعيّن أن تتصدّى تونس على نحوٍ عاجل للاختلالات في ماليتها العامة من خلال زيادة العدالة الضريبية" بما يشمل "إحلال التحويلات الموجّهة إلى الفقراء محل نظام الدعم المعمّم، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي".

وبعد أشهر من الانسداد السياسي، أعلن سعيّد الذي انتخب في نهاية 2019 تولّي كامل السلطات التنفيذيّة والتشريعيّة في 25 تموز/ يوليو، وأقال رئيس الوزراء وعلّق نشاط البرلمان قبل أن يحلّه في آذار/ مارس.

كذلك، يواجه الرئيس التونسي معارضة شديدة من القضاة الذين ينفذون إضراباً في كل المحاكم التونسية للأسبوع الثالث على التوالي تنديداً بقرار سعيّد عزل 57 قاضياً.

أعلن في شمرا