(قسد) تستعجل ثمن العمالة- بقلم: بشار محمد

يبدو أن الانطباع الإيجابي والانفراجات السياسية في أكثر من ملف وفي أكثر من ساحة إقليمية ودولية دفعوا بالميليشيا العميلة “قسد” للاحتلال الأميركي لارتكاب حماقة تثبت عجزها عن قراءة الأحداث والمتغيرات السياسية في المنطقة وعدم قدرتها على التعلم وأخذ العبر.

“قسد” التي اعتادت تنفيذ تعليمات سيدها الأميركي استشعرت مصيرها المحتوم ودنو أجلها ونفاد عمر عمالتها فقامرت بارتكابها جريمة دموية بحق الأهالي الشرفاء في ريف تل براك شمال الحسكة أثناء محاولتهم التصدي لمسلحي الميليشيا ومنعهم من سرقة إحدى المحولات الكهربائية في المنطقة دفاعاً عن أرضهم وحقوقهم.

خطوة “قسد” غير محسوبة العواقب لن تغير في واقع الحال ولن تعرقل مسار الانفراج والتفاهمات على المستويين الدولي والإقليمي بل على العكس ستسرّع برمي ورقة العمالة وستعجّل مصيرها المحتوم فلا الأميركي في وارد حمايتها وتقديم الدعم لميليشياتها وهو المتأهب لمغادرة مفاجئة للمناطق التي احتلها على جانبي الحدود السورية العراقية ولا هي قادرة على البقاء أمام المطالبات الشعبية الشريفة الرافضة لوجودها ولعمالتها والتي برهنت عبر التظاهرات وقطع الطرقات أمام المحتل الأميركي وعملائه بأنها لا تهاب الموت وتعشق الكرامة والذود عن حياض الوطن ووحدته.

المشهد في الشمال لن يبقى على حاله سواء للميليشيا العميلة “قسد” المدعومة من المحتل الأميركي أم بالنسبة للمجموعات الإرهابية المدعومة من المحتل التركي وكلاهما في ميزان السياسة ومنطقها باتا خارج اللعبة وخارج الحسابات ومدة صلاحية عمالتهما انتهت وقادمات الأيام ستكشف عن خطوات عملية وتفاهمات تعيد أقزام السياسة إلى حجمهم الطبيعي وتنهي أوهام سلاطين الدم وأحلام الانفصاليين العملاء وتقضي على بؤر الإرهاب إيذاناً بمرحلة ترتيب الملفات وفكفكة حلقات النار والاشتباك بين القوى الفاعلة في المنطقة وتعيد معها ترتيب الأوراق وأولوياتها بما يتناسب مع الحاجة إلى العودة والاستقرار والاتفاق على توازن قوى يضمن مصالح الأطراف لكنه لم ولن يكون على حساب تضحيات الشعب السوري صاحب الحق الوحيد برسم مستقبله وفرض إرادته وهذا ما كان حتى اللحظة وسيكون الخاتمة المشرّفة لمعركة استعادة الأرض وفرض الخيارات الوطنية بدعم وتنسيق مع الحلفاء والأصدقاء والأيام حُبلى بمفاجآت دراماتيكية وسريعة في أكثر من قضية وملف ولا عزاء للمراهنين والمقامرين والعملاء.

أعلن في شمرا

الأكثر قراءة